مشغول بالفكر السياسي!

TT

أنا لا أكتب في السياسة. ولا أحب ساس يسوس فهو سائس أو سياسي. ولكن أستاذنا العظيم أرسطو يقول: الإنسان حيوان سياسي. أي تشغله الشؤون العامة له وللناس..

وأستاذنا على العين والرأس ولكن لا أحب أن أكون سياسيا. رغم أنني عضو في الحزب الوطني وعضو في مجلس الشورى من 25 عاما وكنت رئيس تحرير «مايو» ـ وهي جريدة الحزب. ولكني لست سياسيا. واعتذرت عن قبول أن أكون وزيرا للثقافة سنة 1973..

ولكن أنا مشغول بالفكر السياسي.. بالنظريات السياسية.. بالفلسفة السياسية. أقرأ وأكتب. وبس..

وتقع أحيانا أحداث تحتم أن أقول. فأقول. وأعود إلى المكان الفسيح الذي اخترته مجالا للتفكير الحر.. ثم إن السياسة في حاجة إلى متابعة. واتصال بهذا وذاك من صناع القرار في البلد.. ولكني لا أحب ذلك. وأفضل أن أقرأ فالفقيد مات ولم يعد يشعر بشيء. ثم إنني لا أبعث ببرقية تعزية فالذي مات قد غاب عن هذه المجاملة. والأحياء لا يهمونني. ولذلك من النادر أن أكتب عن الأصدقاء الموتى. فهم لا يعرفون مدى حزني. وكيف عبرت صادقا عن ذلك..

ولم أستطع أن أتمسك بهذا الرأي كثيرا. فكان لا بد أن أكتب. ولا يهم إن كان الفقيد يدري أو لا يدري. أن أجعل الناس تتساءل وآذانهم تتسع ويريدون معرفة مدى الصداقة بيننا. ورأيي في دوره السياسي أو الأدبي أو التاريخي في بلدنا.. ولا بد أن أفصح عن ذلك.. في كتب وأقول وأبكي عليه وأقيم له نعشا وجنازة وأنزوي وحدي بدفنه في قلبي.

يرحمه الله!