سوزان تميم.. أشهر المحاكمات الجنائية

TT

المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وبالتالي فإن هشام طلعت مصطفى، ومحسن السكري المتهمين في قضية الفنانة سوزان تميم لا بد من النظر إليهما كبريئين حتى يقول القضاء كلمته الأخيرة، وبحسب تقديرات بعض رجال القانون فإن الكلمة الأخيرة قد لا يتم التوصل إليها قبل أقل من عام، سواء كان ذلك بالإدانة أو التبرئة، فليس ثمة قضية جنائية بلغت هذه الدرجة من التعقيد والحساسية كهذه القضية التي تعددت خيوطها، وتشابكت أطرافها، واتسعت أماكنها لتشمل دبي ومصر ولبنان، وربما بريطانيا أيضا.. وكان مشهد المحاكمة صباح السبت الماضي من حيث كثافة الحضور، وتباين زوايا الرؤية، ومستوى الإثارة يعكس حجم اهتمام الرأي العام بهذه القضية رغم اختلاف دوافع ذلك الاهتمام..

ومن قفص الاتهام قال هشام طلعت مصطفى: «أنا بريء.. وحسبي الله ونعم الوكيل»، كما نفى المتهم الأول محسن السكري قتل سوزان، وقال: «ما حصلش.. دمي بريء منها».. وهذا النفي يشكل صافرة البداية التي ينتظرها فريقا الدفاع من المحامين للذود عن موكليهما بكل ما لديهم من مهارات ورؤى وأساليب مهنية، وذلك يعني أن محاكمة هشام ومحسن ستغدو واحدة من أشهر المحاكمات الجنائية في العصر الحديث، فالضحية فنانة اتسمت حياتها بالكثير من التقلبات الحادة، والفواجع المتلاحقة، والأحداث المربكة، وقادتها لعنة الجمال إلى تخوم الخطر، والمتهم الأول رجل أمن سابق يدرك أبعاد كل كلمة يقولها، ويعي جيدا طوق الاتهامات الذي يحيط بعنقه، والمتهم الثاني هشام طلعت مصطفى رجل أعمال «قد الدنيا»، وسيدافع عن نفسه قانونيا، ويتشبث ببراءته حتى النهاية، كما أن المحامين كوكبة من أشهر وأبرع المحامين، ولا أحد يدري ماذا يخبئون في جرابهم من مفاجآت ورؤى واستنتاجات يمكن أن تؤثر في مسار القضية.. ففي هذه القضية تتوفر كل العناصر الجاذبة والمثيرة للرأي العام، ويمكن القول إن النهاية في هذه القضية مفتوحة على كل الاحتمالات، إذ يصعب التكهن بمشهدها الختامي، فكل التخمينات التي تستبق الأحكام عادة يضيق بها مسرح هذه القضية المعقدة.

هذه المحاكمة تشبه من جانب إثارتها لاهتمام الرأي العام محاكمة نجم كرة القدم الأمريكية السابق أو جيه سيمبسون، التي أطلق عليها لقب «محاكمة القرن»، إذ اتهم سيمبسون في عام 1994 بقتل زوجته السابقة نيكول براون، وصديقها رون غولدمان، وبعد محاكمة امتدت لنحو عام لعب خلالها محامو الدفاع عن سيمبسون دورا استثنائيا في الدفاع عنه أدى إلى صدور حكم بتبرئته.

وفي المحاكمة المتصلة بمقتل سوزان تميم في القاهرة قد تتعدد الرؤى ووجهات النظر، ولكن الجميع يتفق على أن القضاء المصري بتاريخه الطويل، المشهود له فيه بالنزاهة والعدالة والاستقلالية ستكون له وحده في النهاية الكلمة الفصل.

[email protected]