جرعة من الإيمان خير من جرعتي أسبرين

TT

يرى الاشتراكيون والماركسيون ان من اول مساوئ الرأسمالية ما تسببه من تلفيات وتبديدات للثروة والموارد. واكاد اراهم الآن وهم يقهقهون تشفيا بما اصاب النظام الرأسمالي حاليا من الانهيار. لا شأن لي بذلك ولكنني كثيرا ما اجد هذا التبديد للمال. والحال فيما تقوم به بعض الاوساط الاكاديمية من ابحاث عقيمة.

خذوا هذا المثال من هذه الجامعة الباهرة، جامعة اكسفورد. قامت فيها الاستاذة كاتجا فايك بأبحاث وتجارب طويلة للتحقق من اثر الايمان الديني في تخفيف الآلام الجسمية. جمعت فريقين، الأول من مؤمنين مسيحيين كاثوليك والثاني من الملحدين الراسخين في الكفر.

عرضت كلا الفريقين الى صدمة كهربائية اثناء تفرجهم على صورة السيدة العذراء. قاست كهربائيا ردود الفعل العصبية في الدماغ لكل من المجموعتين. وجدت ان الكاثوليك شعروا بوجع اقل بنسبة 12% من الوجع الذي شعر به الملحدون.

يا لمضيعة الوقت والكهرباء في هذه الايام التي يعاني فيها الناس من سعر الطاقة. فلو ان الاستاذة الفاضلة اتصلت بي في هذه الايام لوفرت عليها كل هذه المتاعب والتكاليف. فقد قامت بتجاربها في الوقت الذي اصبت فيه بحادثة ادت الى خلع كتفي الايمن وما اسفر عن ذلك من اوجاع مفصلية شنيعة. وصف لي الطبيب تناول الجرعة القصوى من حبوب الباراسيتمول.

لم تنفع فوصف لي جرعة اكبر من حبوب الكو ـ كودامول ولم تنفع. ثم اضاف حبوبا ضد الورم ولم تنفع. واخيرا وانا اواجه الليل الطويل الحاشد بالوجع، اتقلب ذات اليمين وذات الشمال، خطر لي ان افتح التلفزيون على الفضائيات العربية لأستمع الى تلاوات من القرآن الكريم. ما ان انتهى المقرئ الفاضل من تلاوة سورة آل عمران حتى كدت انسى كل ما اصابني وكدر حياتي.

تجاوز فعل التلاوة كل ما كان في تلك الحبوب من باراسيتمول وفوسفات الكودين وسواهما من المركبات الكيمياوية.

بعد دقائق قليلة اخلدت لنوم رغيد. ألا بذكر الله تطمئن القلوب. ليس ذلك فقط، بل وتشفى الأبدان. فمن الثابت ايضا ان الايمان بالله والرجوع اليه يساعد العلاج على دحر المرض.

ولم يكن في اكتشافي أي شيء جديد. ففي عائلتي، كما في كل العوائل المسلمة، ألفنا على مغالبة المرض والوجع في طفولتنا على ما سمعناه من امهاتنا من تلاوات وصلوات وادعية وهن يلمسن بأصابعهن الحنونة على رؤوسنا وأيادينا. وغالبا ما حصلنا منها على نتائج افضل وبدون تكاليف ولا آثار جانبية ولا قرف وإرهاق.

اكثر من ذلك، حصلنا في كثير من الحالات على الشفاء من المرض. إنه ما يسميه العلماء بالبلاسيدو وهو التأثير النفسي على المرض. الإيمان بضاعة مجانية من الله تعالى بها على المحرومين والمعوزين والإلحاد غضب مكلف احاق به على المنعمين والمدللين. اذا كان كارل ماركس قد قال ان الدين افيون الشعوب، فأنا اقول ان الايمان اسبرين المتوجعين.

www.kishtainiat.blogspot.com