وفاة رجل محترم

TT

فقد السعوديون منذ أيام رجل أجمع كل من عرفه بأنه رجل محترم. منصور عبد الغفار عضو مجلس الشورى السعودي انتقل إلى رحمة الله تعالى، وكانت وفاته أشبه بالصدمة لأهله وأحبابه. كان دائم البشاشة وطيب المعشر يجمع على هذه المقولة كل من عرفه عن قرب. هو ابن المدينة الساحلية ينبع، عمل بالدولة حتى وصل لرئاسة مصلحة الزكاة والدخل. كان وجها بشوشا، وشارك في العديد من مجالس إدارة الشركات الكبرى من أهمها شركة الاتصالات السعودية، ولعب دور المنقذ للغرفة التجارية الصناعية في ينبع بعد أن جاء إليها عقب الخلاف بين أعضائها. كانت له مشاركات بالغة الأهمية عبر لجان ونقاشات ومواقف لافتة في مجلس الشورى، وساهم في طرح أكثر من قضية هامة للنقاش والتداول ونال احترام الجميع سواء من كان مؤيدا لآرائه أو من كان مخالفا لها. كان صاحب مواقف إنسانية نبيلة، وكان لديه القدرة المؤثرة في «فن» التواصل الاجتماعي مع كافة أطياف المجتمع بغض النظر عن أعمارهم أو خلفياتهم الثقافية أو حتى المناطقية، توازن واعتدل في علاقاته مع معارفه فنال تقدير ومعزة واحترام الكثيرين، ولذا جاءت جنازته مهيبة وعزاؤه شهادة حب وحزن من القلب من قبل الكثير. المجتمعات والناس لها أساليب وطرق مختلفة للتعبير عن حزنها العميق وعزائها الكبير بحق من تفتقدهم وتحزن لفراقهم، وهناك أساليب متنوعة تظهر هذه العلامات فيها، ولكن قد تكون من العلامات التي لا يمكن تصنعها هي الحضور والتفاعل التلقائي مع الحدث والحزن في العيون الذي تتحدث عنه كتب ومقالات عما في القلب. منصور عبد الغفار رجل خدم بلاده وكان عضوا كريما في مجتمع غير بسيط تأثر «بعمه» الراحل محمد نور رحيمي وهو أحد السواعد التي شاركت في مشوار البناء.

تأتي وفاة منصور عبد الغفار الصادمة بمثابة عبرة قاسية وتذكرة مهمة كيف يغيب الموت عنا رجالا أبرارا أصحاب خلق رفيع ومعدن أصيل وأدب جم. إنه أفول مستمر لعصر الرجال المحترمين، الذي بات عملة نادرة وصعبة للغاية. رحم الله منصور عبد الغفار رحمة واسعة وأسكنه الجنة وصبر أهله ومحبيه على فقدانهم الكبير.