كان هناك رجل عجوز مع زوجته الأعجز منه، خرجا من منزلهما وقت الربيع ليستمتعا بالهواء العليل، والطقس البديع.. وفرشا لهما سجادة على العشب الأخضر الندي، وأخذا يتناولان طعامهما بهدوء وانشراح، وبينما هما (منشكحان) في هذا الجـــو الممتع، وإذا (ببطيخة) تسقط من الجو كالصــــاروخ على رأس الزوجة فتفقدها الوعي.
واتضح من التحقيق الذي أجراه رجال الشرطة، أن تلك البطيخة سقطت من بهلوانيين مظليين كانا يستعرضان (حرفنتهما) ويتقاذفان البطيخ بالجو، ويبدو أن واحدة أفلتت من أحدهما.
طبعاً عوضوا الزوجين تعويضاً مجزياً، غير أن الزوجة أصيبت باختلال عقلي طوال حياتها، وأصبحت كالمجنونة المسالمة التي لا تتكلم. وأكثر ما أعجبني هو كلام الزوج عندما قال: إن ما حصل ما هو إلا (قضاء وقدر)، وانطبق عليه المثل القائل: (جات منك يا جامع).
**
في أيام مراهقتي التعيسة كنت من هواة التصوير، وذهبت يوماً إلى الاستوديو لكي أحمِّضَ فيلما كنت قد صورته. وفي اليوم الثاني ذهبت لآخذه، وإذا بي أفاجأ بأن هناك صورة وضعت بالغلط مع الصور التي صورتها، وكانت تلك الصورة لامرأة في غاية الجمال. ومن شدة إعجابي بها كبرتها ونسخت منها عشر نسخ ووزعتها على زملائي بالفصل لأنني في ذلك الوقت كنت من المؤمنين (بالاشتراكية).
وفي أحد الأيام، لمح المدرس أحد زملائي وهو يفتح الدرج ويتأمل ثم يغلقه عدة مرات، فما كان من المدرس إلا أن (كشفه)، وإذا به يجد الصورة داخل الدرج.
صعق المدرس من هول ما رأى، وأمسك بزميلي من أذنه يريد أن يذهب به إلى الإدارة، غير أن ذلك الزميل (الخرع السخيف) قال له: إنني لم احصل على تلك الصورة إلاّ من مشعل الذي وزعها علينا.. فعوقبت على فعلتي تلك شر عقاب. واتضح (للصدفة) أن صورة تلك المرأة الجميلة كانت لزوجة ذلك المدرِّس. وقد غلط صاحب الاستوديو ووضعها بالخطأ ضمن صوري التي حمضتها، ولم يضعها ضمن فيلم المدرس. وفي تلك السنة بالذات (رسبت) في المادة التي كان يدرسنا فيها ذلك الأستاذ.
**
هناك طائفة في الهند تطبق هذا الأسلوب المحترم الذي يحتم على الزوجة أن تتقيد بتلك التعليمات الحضارية التي تقول: إذا ضحك زوجك فعليك أن تضحكي أو تتضاحكي، وإذا بكى فعليك أن تبكي أو تتباكي. وإذا غاب عن البيت فعليك طوال هذه المدة أن تصومي وتنامي على الأرض بدون لحاف. وإذا عنفك ووبخك عليك أن تشكريه على ذلك. وإذا ضربك عليك أن تتناولي يده وتقبليها.
عندما قرأت عن هذه الطائفة، فكرت جدياً أن اذهب إلى هناك، وأبحث عن عروسة.