السبات

TT

ميزة الشعوب السباتية، الكسل والملل وكره المنتجين والحقد على العاملين. وهي لا تستيقظ الا للاعتراض. ولا تدري لماذا. لكن الاعتراض الصوتي يبعث فيها الراحة، لعجزها عن أي نوع من أنواع الاعتراض الحقيقي، كالابداع والتميز والمنافسة والخروج من بدائيات الاتكال على معطيات الآخرين وتجاوز أسباب التخلف والتخلي عن الموروث الجاهلي.

وترفض المجتمعات السباتية العلم، الا اسهله. ولا تلتفت الى كل ما يتطلب جدا او كدا او تشغيلا لعناصر العقل. وتقدم الجارات البدائية على الصناعات المحدثة، لأنها جزء من موروث السبات. وترفض النقد وتعادي الموضوعية ولا تقبل الملاحظة أو المساءلة. وتعيش فرحة في سبات الشعر، حيث يفاخر صعلوك هزيل، بمجد قبيلة بأمها. او يهجو صعلوك آخر جميع الآخرين ويسفه وجودهم وحياتهم وطرائقهم. وليس من منتج عند القبيلة سوى قصائد شاعرها.

ولم نخرج بعد الى المجتمع الانتقالي. حيث يمكن للانسان ان ينام على القوافي وعلى اصوات المصانع. ولم نبلغ بعد مرحلة الاتقان الذي أوصينا به منذ 15 قرنا. والعالم يمشي ونحن سبَّاتون. اعطينا ابن خلدون فاطلقنا عليه النار. واعطينا ابن سينا فنمنا في حضنه والذباب على وجوهنا. وكش الذباب يتطلب جهدا ووقتا غير ضائع. ونحن نعشق ضياع الوقت الذي نحن فيه لكي نعيش في الزمن الميت الذي لم نعد فيه. الحاضر يضايقنا والمستقبل يتعبنا. لذلك نحب الحياة في السبات والبحث عن النور في الكهوف. والعالم يمشي من حولنا. بلاد التخلف اصبحت في المقدمة. الهند والصين وسنغافورة وماليزيا. وبلاد الصناعة صارت في الطريق الى المريخ. والعالم يقهر الأوبئة والمجاعات والجفاف والأمراض، ونحن لم نقرر بعد: يقال أحال إلى أم أحال على؟