وجاءت مع زوجها وأولادها (2 ـ 5)

TT

وطلبت من وزارة الإعلام أن تبحث لي عن صديقة أديبة وسألوني: متى كانت هذه الصداقة؟ قلت من عشر سنوات. ولا أعرف إلا اسمها، ولا أعرف أين تعمل. ولا بد أن لها عملا أدبيا فهي أديبة وشاعرة واسمها «ن.أ.ك».

وبعد يومين قالوا وجدناها وسوف تجيء إلى زيارتك غداً في فندق بغداد. وأسعدني ذلك. وتذكرت ما كان بيننا وما كان في ليالي بغداد على دجلة وفي زورق في النهر كما كانوا يفعلون أيام هارون الرشيد.. وكيف أن بغداد لا تزال فيها هذه السهرات والندوات ولكن في بعض البيوتات.. وفجأة تنبهت إلى شيء أزعجني.. فأنا لا أعرف ماذا حدث لها في تلك السنوات، قد تكون تزوجت وهذا طبيعي فهي جميلة رقيقة ومن كبرى العائلات العراقية الكردية القديمة. وهنا انزعجت وتمنيت ألا أكون قد سألت عنها.. ففي ذلك إحراج لها.

وذهبت إلى مكتب استعلامات الفندق وقلت إذا جاءت فلانة فأنا في انتظارها هناك.. وكنت أهدف إلى أن أراها عن بعد.. هل هي وكيف تغيرت وإن كانت وحدها أو معها زوجها أو أخوها أو أبوها. وكان ما توقعته وقلبي يدق كلما اقتربت، فلا تزال جميلة وإن كانت قد امتلأت، ومعها زوجها غليظ الشارب ضخم، ومعهما طفلان. وذهبت إليها وأنا أقول لها: أنا توأم الأستاذ أنيس منصور.. وهو يبلغك تحياته وقد حملت لك بعض كتبه.

وبعد أن قدمت زوجها وولديها، أحدهما اسمه أنيس، قالت: ولكن لم أعرف أن له أخا توأما..

ربما لأنني مهندس ولا أهتم في الدرجة الأولى بالأدب.. وأنا رسوله إليك يبعث إليك وإلى أسرتك وأولادك بالتحية..

وجلسنا بلا موعد بلقاء ـ فهذا كل ما تستطيعه أمام هذه الشوارب الضخمة التي تشبه شوارب صدام حسين!