أشرف مروان والحذاء المفقود!

TT

يعود اسم أشرف مروان هذه الأيام إلى الواجهة الإعلامية متزامنا مع قيام شرطة اسكوتلنديارد مجددا بالبحث وجمع الأدلة، خاصة ما يتصل منها بحذائه المفقود، الذي ترى الشرطة أنه يمكن أن يسهم في حل لغز رحيله، والإجابة عن السؤال المتجدد: هل سقط أشرف مروان من شرفة منزله في يونيو (حزيران) 2007 أم أسقط؟.. ولست أدري كيف ستعثر جهات التحقيق على ذلك الحذاء بعد مرور عام وبضعة أشهر على اختفائه إن لم تكن تمتلك مصباح علاء الدين السحري!

وما يمكن أن يقال إنه ليس ثمة شخصية أحاطها الغموض حيا وميتا كشخصية أشرف مروان، وقد أسهم هو في ذلك حينما تدثر بصمت يثير الدهشة، وهو يتأمل الزوابع التي أثيرت حوله في حياته، إذ غدا اسمه موضع تداول منذ أن نشر الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إيلي زيرا في عام 1993 كتابه «الأسطورة مقابل الحقيقة: حرب يوم كيبور الإخفاقات والدروس»، وأشار فيه إلى أن جاسوسا مزدوجا كان يقدم لإسرائيل خلال حرب 1973 معلومات مضللة لصالح مصر، أعقبته بعد ذلك تلميحات من المؤرخ آهارون بيرغمان في كتابه «تاريخ إسرائيل» الذي أشار فيه إلى أن إسرائيل سقطت في يوم السادس من أكتوبر 1973 في فخ نصبه لها بإحكام عميل مزدوج مصري، وأن هذا الجاسوس نجح في تضليل وخداع جهاز المخابرات الإسرائيلي، تلت ذلك تصريحات باسمه من الكاتب هوارد بلوم.. ويرى الكثيرون أن تلك الكتابات ربما قادت إلى مقتله بعد ذلك.

من الجانب العربي لم يعد التشكيك في وطنية أشرف مروان موضع بحث بعد أن جاءت تبرئته من تهمة التجسس لصالح إسرائيل وإنصافه من قمة الهرم في الدولة المصرية، الرئيس حسني مبارك الذي وصفه بالوطنية، وأنه لم يكن جاسوسا على الإطلاق لأية جهة.

والصراع بين المخابرات المصرية والإسرائيلية صراع تاريخي ومستمر، ونجحت مصر في إسقاط الكثير من العملاء الإسرائيليين منذ فضيحة لافون، نسبة إلى بنحاس لافون وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، حينما قامت إسرائيل بتجنيد عملاء لها لتفجير بعض المنشآت الأمريكية في مصر، بهدف توتير العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وتمكنت السلطات المصرية في حينها من اكتشاف العملاء ومحاكمتهم، كما استمرت النجاحات المصرية في اصطياد الجواسيس الإسرائيليين حتى العصر الحديث، ومن هؤلاء العملاء: محمد عصام العطار، وعزام عزام، ومحمد سيد صابر، وغيرهم.. وفي المقابل نجحت مصر في تحقيق اختراقات مهمة داخل إسرائيل، ومن أشهر أبطال تلك الاختراقات رفعت الجمال، وجمعة الشوان..

إبان محاكمة المتهمين في مقتل سوزان تميم كتبت الصحافة أن بعض كتاب السيناريوهات يجهزون أعمالا فنية تدور حول مقتل سوزان.. والسؤال: لماذا لم تثر حكاية أشرف مروان شهية أولئك الكتاب فيكتبون عنه بما يليق لإنصاف رجل رحل تاركا تاريخه في ذمة الأحياء؟!

[email protected]