صراع خطر

TT

حسنا فعلت القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية، التي تضم 13 فصيلا وتنظيما بما في ذلك حماس والجهاد وفتح، بالدعوة الى تطويق اسباب وتداعيات الاحداث المؤسفة التي وقعت قبل يومين، وعدم استخدام السلاح في حل الخلافات بين الفصائل الفلسطينية.

فأخطر ما يمكن ان يحدث وسط المعركة الدائرة التي يخوضها الفلسطينيون لاخراج الاحتلال من ارضهم هو ان تشتعل النار بينهم، وان يخوضوا معارك بالسلاح، فهذا هو ما تريده اسرائيل بالذات، وهو ان تنشب حرب اهلية بين الفلسطينيين. ولهذا تابع كل الحريصين على المصلحة الفلسطينية بقلق هذه الاحداث.

وعندما يطالب الحريصون على الشأن الفلسطيني بالوحدة الوطنية، فانه لا يفوتهم ان هناك تباينات واختلافات في الرؤى للصراع وكيفية ادارته، وفي الاساليب المستخدمة فيه، وكذلك في الاجندة السياسية المستقبلية وحرص كل طرف على ان يعزز مكاسبه في الشارع الفلسطيني، وكل هذا مشروع اذا كان في اطاره الطبيعي ومن منطلق عدم التأثير على الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وكما هو مطلوب من السلطة الوطنية الفلسطينية ان تستوعب التيارات المختلفة داخل الشارع الفلسطيني وتحاورها، فان المطلوب من الفصائل والمنظمات التي تتناقض في فكرها مع السلطة ان تستوعب هي اىضا ان السلطة باعتبارها القيادة التي تتحمل مسؤولية ادارة الصراع، وهي الجهة المعترف بها والمقبولة من الاطراف العربية والدولية، لديها التزامات ورؤى ومعلومات قد لا تكون موجودة لدى التنظيمات الصغيرة الاخرى، وبالتالي فانه ليس من المصلحة احراجها، او تحميلها ما لا تستطيع تحمله.

وينبغي ان يكون واضحا في ذهن الجميع ان هذا ليس وقت الصراع الداخلي، وان السماح بتفجر هذا الصراع سيؤدي الى خسارة الجميع، واولهم الشعب الفلسطيني الذي يدفع يوميا ثمنا كبيرا لمقاومته الاحتلال وينتظر من سياسييه ان يكونوا على مستوى المسؤولية، كما ينبغي ان يكون واضحا ان منازعة السلطة القيادة لن يؤدي الا الى اضعاف موقفها من دون القدرة على ملء الفراغ الذي لن يستفيد منه احد سوى اسرائيل.