في اول دراسة من نوعها سيقوم العلماء الانجليز بتصميم خريطة بشرية للشعب البريطاني. هذه الخريطة تقوم على استخلاص عينات من الحامض النووي DNA لـ500 ألف شخص، وبهذا تصبح لدى الحكومة صورة لجينات الشعب البريطاني.
وتقوم الدراسة على طلب وزارة الصحة من كل الأطباء في انجلترا بتسجيل بيانات كل مرضاهم ممن تتراوح اعمارهم بين 45 و65 عاما.. هذه البيانات تشمل تاريخ كل مريض واسلوب حياته منذ مولده والأمراض التي اصيب بها، وعينة من دمه، وعينة من حامضه النووي.. وبذلك تكون اول قاعدة بيانات قومية من الذين يستخدمون الخدمات الصحية.
هذه الدراسة سوف توضح الأسباب وراء اختلاف معدلات الاصابة بأمراض القلب والسرطان والسكر وغيرها بين المناطق المختلفة.. كذلك ستوضح هذه الدراسة صلة اسلوب حياة الافراد وانظمتهم الغذائية ومستوى لياقتهم البدنية وعلاقة ذلك كله بمدى نجاحهم وفشلهم في حياتهم.
ويشير البروفيسور ستيف جونز الى اهمية هذه الدراسة المسحية لمعرفة اصول الشعب البريطاني من الجنوب الى الشمال الى ايرلندا واسكوتلندا.. فقد لاحظ ان الايرلنديين والاسكوتلنديين يصابون بالأزمات القلبية اكثر من غيرهم.. وكذلك ان عدد اسنانهم اقل من نظرائهم في انجلترا.
وستكشف هذه الدراسة ايضا عن مدى اختلاط الدماء الآسيوية والافريقية بالدماء الانجليزية.. فقد لوحظ ان خلطة الدماء هذه تؤدي الى زيادة نسبة مرض السكر.
واهم من هذا كما يقول جونز ان هذا المسح الصحي سوف يوفر معلومات مهمة عن اناس عندهم توليفات معينة من الجينات تجعلهم افضل صحة واقل اصابة بالأمراض.. مما يعني ان اجسادهم قامت بإعداد هذه التوليفة عبر اجيال طويلة من الأسلاف.. ومن الممكن بذلك انشاء اجيال جديدة من الاطفال افضل صحة واقل مرضا.
وانني اتصور اننا يمكن ان نقتبس هذه الخطة الانجليزية وان نستفيد منها في إعداد قاعدة بيانات قومية للشعب السعودي.. ولن يكلفنا ذلك من إعداد نفس الاستمارة.. واصدار نفس التعليمات الى الاطباء في مختلف مناطق السعودية.. انها خطوة واسعة في سبيل مستقبل صحة افضل للشعب السعودي.