الحريري ـ نصر الله ما هي النتيجة؟

TT

استمعت للصديق مصطفى ناصر وهو يتحدث عن اللقاء الذي جمع سعد الحريري وحسن نصر الله حول حميمية اللقاء، وكأن لا خلافات جوهرية بينهما، رغم وجودها بحسب الصديق ناصر، وكيف تبادلا النكات.

وهذا حديث جميل، لكنه لا يلغي أن اللقاء يثير أسئلة عن إمكانية النجاح في التواصل أكثر مما يقدم تطمينات. ولمعرفة أسباب لقاء الحريري ونصر الله قال لي مصدر مطلع في بيروت إن اللقاء مفيد من ناحية مصلحة العامة من سنة وشيعة، لأنه مع كل تصريح إعلامي متأزم تحدث مشكلة على الأرض.

ويقول المصدر المطلع إن اللقاء مفيد أيضا من ناحية التواصل بين القيادات، الأمر الذي قد ينعكس على الملفات الكبرى المؤثرة بتركيبة لبنان، خصوصا أن هناك استحقاقات وملفات مهمة مثل المحكمة الدولية لاغتيال رفيق الحريري، وتهديدات سورية للشمال اللبناني.

وبحسب المصدر، هناك فرصة للاطلاع على تفكير الحزب وطبيعة علاقاته مع سورية. مع تأكيد المصدر على أنه لم يفهم بعد أسباب حرص حزب الله على التواصل مع 14 آذار الآن خصوصا أن المحيط الإقليمي ما يزال مشتعلا!

وهنا مربط الفرس، فهل لقاء الحريري ونصر الله يأتي فقط في إطار تطييب الخواطر، على الرغم من أن الخلاف عميق، وأسبابه ما زالت قائمة، مثلا الحديث عن تسليح حزب الله لجماعات سنية في طرابلس. فمن المستفيد من هذا اللقاء، لبنان أم نصر الله، أم الحريري؟

فمن ناحية الظرف الإقليمي فهو ما يزال معقدا، فما هي علاقة حزب الله بسورية اليوم مثلا، علما بأن المعلومات تشير إلى توتر! وما هي طبيعة العلاقات السورية ـ الإيرانية الآن، في وقت لا يستطيع فيه أحد أن يجزم بشيء.

وفوق كل ذلك يجب تذكر حرص دمشق على إنجاز اتفاق سلام مع إسرائيل، وفك العزلة الدولية عنها، ووقوع إيران تحت ضغط الأزمة المالية، وترقب المنطقة لنتائج الانتخابات الأميركية.

من خلال ما سبق يتضح أن لحزب الله المصلحة الأكبر في التهدئة الآن، حيث حقق ما أراده من انقلاب بيروت، عسكريا وسياسيا، وكل ما يحتاجه الآن هو رفع العتب، وإبعاد شبهة الطائفية عنه، و الموالاة لإيران.

وتبعية حزب الله لإيران أمر مفروغ منه باعتراف نصر الله نفسه وفخره بأن يكون فردا في حزب الولي الفقيه، وكلنا يعرف ما الذي يترتب عليه الانتماء لحزب الولي الفقيه.

بالطبع كلنا حريص على لبنان ووحدته، لكن السؤال الملح هو: ما الذي سينعكس فائدة على لبنان من هذا اللقاء؟ ما نراه إلى الآن هو تحسين لصورة حسن نصر الله، وهذا أمر صعب لسبب بسيط وهو أن الخلافات مع الحزب استراتيجية، لا عقائدية أو عاطفية.

هل يتوقف حزب الله عن إضعاف وإلغاء الدولة.. وهل يغلب مصالح لبنان على مصالح إيران.. هل يقف موقفا ايجابيا من قضية محكمة الحريري، وهل يضمن نصر الله عدم استخدام السلاح مرة أخرى ضد العزل من أبناء بيروت، وتحديدا سنتها، وهل يعتذر نصر الله صراحة عن تلك الأحداث؟

أشك في كل ذلك، وبقوة!

[email protected]