رهان مع صلاح منتصر

TT

كتب صديقى الكاتب الكبير صلاح منتصر في عموده الشهير بجريدة «الأهرام» أن فوز أوباما في الانتخابات الأمريكية القادمة أصبح مؤكداً لأسباب كثيرة، وأن منافسه الجمهوري ماكين لن يكسب هذه الانتخابات، خاصة بعد اختياره لسارة بالين نائبة للرئيس. وعلى الفور قمت بالاتصال بصلاح منتصر لأعارضه في رأيه، نظراً لطبيعة الشعب الأمريكي الخاصة، وهم لن يقبلوا إطلاقاً أن يكون رئيس أمريكا أصله أفريقي ووالده مسلم. أما سبب تفوق أوباما في الاستطلاعات وفي ما يكتب وينشر عبر وسائل الإعلام، هو أن الغالبية العظمى من المثقفين يؤيدونه، وهؤلاء هم الذين يصل صوتهم إلى الصحف مثل الـ«نيويورك تايمز»، وكذلك يصل صوتهم إلى استطلاع الرأي الذي يأتى دائماً في صالح أوباما، وهو المرشح الديمقراطي الذي تخرج في جامعة هارفارد ودرس المحاماة وفاز بالانتخابات في إيلينوى، ليصبح سيناتورا ويفوز في الانتخابات التمهيدية على هيلاري كلينتون، ليصبح المرشح الرسمي للحزب الديمقراطي ويأتي ببرنامج رائع عنوانه «التغيير»، ليدفع أمريكا في حالة فوزه خطوات إلى الأمام ويخرجها من كبوتها الاقتصادية ويرمم سمعتها وصورتها التي أبدع بوش في تدميرها..

على الجانب الآخر نجد المرشح العجوز جون ماكين بلا كاريزما أو حتى معلومات دقيقة وخطة واضحة، وكثيراً ما أوقع نفسه في زلات تفضح عدم إدراكه لأمور كثيرة ومعلوماته الضعيفة، منها إعلانه أن إيران تمول طالبان.. وهذا بالطبع شيء مضحك ووضح له محادثه ليبرمان خطأه البين وكذلك قوله إن باكستان تقع على الحدود مباشرة مع العراق.. وسوف يجر الشعب الأمريكي إلى الحروب، وبالتالي سوف يضعف الاقتصاد أكثر مما هو حاصل في يومنا هذا، ومما لا شك فيه أن سياسته لن تتغير كثيراً عن سياسة بوش، الذي احتل العراق تحت مظلة سلة من الأكاذيب ويعرضها اليوم لويلات التقسيم إلى دويلات. نضم إلى ذلك كما سبقنا وأشرنا إليه وهو سن المرشح الجمهوري الذي وصل إلى 72 عاماً ويعاني من مرض السرطان، أي أن هناك احتمال أنه لن يكمل مدة حكمه في حال اختياره.

وقد لا يعرف صديقي صلاح منتصر أن ثلثي الشعب الأمريكي مسيحي متعصب لا يعرف غير أمريكا وقوة أمريكا ويعيشون في الوسط والجنوب وهؤلاء الذين هم بالفعل يختارون الرئيس وكانوا قد اختاروا بوش من قبل.. وسوف يذهب هؤلاء إلى صناديق الانتخاب واضعين نصب أعينهم صورة أوباما وزوجته ميشيل وأولادهم في البيت الأبيض ولذلك سوف يصوتون لماكين، وهو الأمر الذي سيفعله بعض من يساند أوباما الآن.. أعتقد أنني سوف أكسب الرهان من صديقي العزيز خاصة بعد أن أنظم إليه صديقي الكاتب الساخر أحمد رجب والمسرحي الدمياطي علي سالم وتأكدوا أن أوباما سوف يصبح رئيساً لأمريكا.. وأقول سوف أكسب الرهان.. وسوف استمتع بعشاء طيب مع لطف وسخرية أحمد رجب.. وثورة علي سالم.. وهدوء ابتسامة صلاح منتصر..

www.guardians.net/hawass