لا مؤاخذة يا ست فيروز!

TT

أغنية لفيروز تذكرتها طائر (الوروار) واللحن جميل والصوت والأداء سمعتها كثيرا. ولكن لم يخطر على بالي أن أسال عن هذا الطائر. ولا فهمت من الأغنية إن كانت تشكوه او تشكو إليه، وتشهده على ما جرى لها وجرى عليها.

ولكن قررت أخيرا أن أعرف..

وكل ما أذكره أننا في مصر اعتدنا على بائع الخضراوات والفجل والجرجير والبصل أن ينادى عليها ياورور بكسر الواو الأولى والثانية. ويقصد أنها خضراء وطازجة وممتلئة لأنها لم تجف. وهي دعوة للمواطن يشتري. ويشتري..

وبحثت فوجدت أن كلمة (ورور) لعلها جاءت من الكلمة: وري بكسر الراء أي امتلأ وزاد وزنها. ويقال المرأة وريت أي زاد وزنها وشحمها. فلعل البائع يقول: وري. وري. أي ظهر اخضراره ولا يزال طازجا. ونحن في العامية المصرية نقول: إن هذا الشيء يوري.. بتشديد الراء أي يظهر أكثر لو وضعنا له كذا وكذا. ونقول ينقصه شيء ما حتى يوري بتشديد الراء..

ولا اعرف ما هي العلاقة بين العامية المصرية والوروار اللبناني. إن هناك بعض الكلمات العامية اللبنانية والسورية لا نعرف معناها.

ووجدت أن طائر الوروار هذا صغير ولونه أحمر وأخضر وأزرق، ويعيش في آسيا واستراليا وأمريكا اللاتينية. وتأكدت أننا لا نعرفه في مصر إلا في أغنية فيروز. وقرأت وعرفت أكثر. فوجدت أنه طائر مجرم. حتى لو تغنت به أم كلثوم وعبد الوهاب والموصلي. لأن هذا الوروار يأكل نحل العسل.. فهذا ألذ أطعمته المفضلة. يعني هذا الطائر يدمر مصانع العسل الطائرة، التي تمتص رحيق الزهور وتلقحها أيضا. ولولا النحل لماتت كل الفواكه والزهور. وكان الفراعنة ينقلون ملايين النحل في السفن من مدينة إلى مدينة، ويطلقونه على الحقول والحدائق ـ كيف عرفوا ذلك؟ لا نعرف. ثم يجمعونه ويعودون به. وكذلك تفعل الولايات الأمريكية.

إنه عدوي لأنني أعيش على العسل، ولم أذق السكر في حياتي ـ قاتل الله الوروار فأعذريني ياست فيروز!