كائن جميل تحت جناحيه رسالة!

TT

تماما كما كانت تفعل نفرتيتي ونفرتاري.. تفتح النافذة ويقبل حمام الزاجل وتضع في عنقها لفافة صغيرة هي رسالة حب وشوق إلى الصديقات والأقارب..

وفى العراق استخدموا حمام الزاجل. وكانت له محطات يقف عندها إما ليبلغ الرسالة أو يتزود بالطعام والشراب..

ولم يحدث أن أسرفنا في استخدام حمام الزاجل إلا في عهد الفاطميين.. فكانت له إدارة تتولى تدريبه على المسافات القصيرة ثم الطويلة ثم الطويلة جدا بين القاهرة ودمشق وبغداد. فإذا كانت الرسالة ملكية كان لونها أزرق وكانوا يعلقونها في رقبة الحمام.

واستخدم حمام الزاجل في الألعاب الأوليمبية القديمة وكان الإغريق يعرفون أخبار بطولاتها أولا بأول. وفي حروب نابليون فوجئ العالم بان المليونير اليهودي روتشيلد يستخدم الحمام في معرفة أسعار البورصة وقد كسب الملايين عندما عرف أن هزيمة نابليون وشيكة. فأرسل الحمام ورفع الأسعار وخفضها وكسب الكثير جدا.

وفي الحرب العالمية الأولى والثانية. وفي حديقة هايد بارك في لندن تماثيل للحيوانات والطيور التي (استشهدت) في الحرب. ومن بينها حمام الزاجل..

ومنذ أيام ألقت المخابرات الإيرانية القبض على عشرين من (حمام الزاجل) بالقرب من مفاعلها النووي الجديد الذي عليه حراسة كثيفة ليلا ونهارا. وكان الحمام مزودا بأجهزة تنصت وكاميرات. ولا يمكن معرفة ماذا سجل وماذا صور لأن هذه الأجهزة تدار عن طريق الأقمار الصناعية.

وفي العام الماضي اعتقلت المخابرات الإيرانية 24 من حيوان السنجاب. وهذا الحيوان كان يحمل أجهزة أكثر تعقيدا غير الكاميرات والميكروفونات وقرون الاستشعار.. وأجهزة دقيقة جدا تحت الجلد!

ولا يفوتني أن أذكر عبارة جميلة بليغة لتوفيق الحكيم: الفن مثل حيوان الزاجل.. كائن حي جميل ولكن تحت جناحيه رسالة!