حرصا على أموال القطط

TT

لا أريد أن أبالغ في معلوماتي بشؤون الاقتصاد والمال ولكن لا بد لي أن أعتز بأنني كنت أول من توقع هبوب الحكومة البريطانية للمغامرة بمليارات الباوندات من أجل إنقاذ البنوك الغربية. ربما كنت أول من توقع ذلك.

وتوقعت هذه الخطوة حالما سمعت بأن جمعية حماية القطط البريطانية كانت قد أودعت أموالها البالغة خمسة ملايين ونصف في البنوك الآيسلندية التي تعرضت للإفلاس. لم أستطع أن أتصور حكومة مسؤولة في الغرب انتخبها الشعب في انتخابات حرة غير مزيفة تجرؤ على السكوت ولا تفعل شيئا وهي ترى توفيرات القطط والكلاب تذهب هباء وتبقى هذه الحيوانات المدللة بدون رصيد أو معيل لها.

علينا أن نتذكر ونحن نفكر بذلك، أن الإنجليز كانوا قد أسسوا في القرن التاسع عشر جمعية الرفق بالحيوان قبل عدة سنوات من التفكير بتأسيس جمعية مشابهة لحماية الأطفال. لي بعض الاطلاع والخبرة في الموضوع. فقبل سنوات قمت بترجمة بعض وثائق وإعلانات جمعية الرفق بالحمير، وهي مؤسسة خيرية محمودة منهمكة في إسعاف وإنقاذ الحمير في منطقة الشرق الأوسط ولها مستشفيات للحمير في الأردن والسودان ومصر وغيرها من البلدان العربية والأفريقية. أتذكر أنني سألت إحدى أعضاء الجمعية. قلت لها هل يشمل نشاطكم رعاية الحمير من البشر أيضا؟ قالت هناك في سجلاتنا تعريف دقيق للحمار، من هو حمار ومن لا يعتبر حمارا. قلت لها هناك من يتصرفون تصرف الحمير تماما وينهقون من الإذاعات والفضائيات نهيق الحمير بالضبط. ألا يستحقون شيئا من رعايتكم واهتمامكم؟ قالت، كلا، هذا لا يكفي. يجب أن يكونوا أيضا ممن يمشون على أربع وأن يكون لهم ذيل.

عدت إلى البيت وأخذت انظر الآن لكل بسونة نظرة إجلال واحترام، مدركا حق الإدراك مكانتها كصاحبة أسهم وسندات في البنوك العالمية تضمنها الحكومات المتعاقبة ضد أي إفلاس أو انهيار، وهو ما لا يحظى به المساهمون والمودعون العاديون. وهذه نصيحتي كخبير اقتصادي مطلع، لكل المليونيرية والملياردية. لا تكلفوا أنفسكم بالبحث عن خبير جيد أو دلال مخلص. تحققوا جيدا أين وضعت القطط أموالها. ضعوا أموالكم هناك. لن تسمح أي حكومة غربية بانهيار ذلك البنك أو خسران أرصدته.

وهي نصيحة أيضا أسوقها للمتنافسين في الانتخابات الأمريكية القادمة. لا تضيعوا وقتكم في الكلام عن السياسة الدولية والسعي لحل المشكلة الفلسطينية أو سحب القوات الأمريكية من العراق. ركزوا على الأزمة النقدية الحالية وعلى موقفكم من حماية أموال القطط والكلاب المودعة في البنوك العالمية. «برنامجنا برنامج ثابت لا يتغير. بأرواحنا نحمي كل دولار من ودائع البساسين والسعادين».

www.kishtainiat.blogspot.com