بيع الجمل يا علي!

TT

من أطرف أغنيات سميرة توفيق أغنية من أبياتها:

«بيع الجمل يا علي

واشتري مهرا إلي

يا علي بيع الجمل

بيع النعجة والحمل»

تذكرت هذه الأغنية وأنا أتابع أخبار مهرجان مزايين الأغنام في السعودية التي تجاوزت جوائزها المليون ريال، منها 3 سيارات خصصت لأفضل «فحل»، وأفضل «رخلة»، وأفضل «قصيدة» تقال في الأغنام، حيث شارك 30 شاعرا بكتابة نصوص شعرية في هذه المناسبة!

أتفهم الغاية من هذا المهرجان في تطوير المنتج الوطني من الأغنام ـ كما يقال ـ بغية المحافظة عليه وتنميته، لكنني أعترف أنني لم أكن أتصور أن سعر الواحدة منها قد قفز في غفلة من الزمن إلى مئات الآلاف من الريالات، وكأن المهتمين بتربية الأغنام قد اكتشفوا فوائد أخرى لتلك الأغنام غير ألبانها ولحومها وفرائها، فلم أتخيل من قبل أن زمنا سيأتي يدفع فيه المرء مئات الآلاف من الريالات لشراء «فحل» أو «رخلة»، ومع هذا علينا أن نحترم قناعات هؤلاء، فللناس فيما يعشقون ـ أو يكسبون ـ مذاهب.

لكن ما دخل الشعر بهذه المناسبة؟! وهل اقتحم الشعراء سوق الأغنام أم أقحموا؟!.. فليس من بين أغراض الشعر العربي من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث التغني بسوق الأغنام.. أعرف أن من الشعراء من تغنى بخيله أو بعيره، لكن ما لا أعرفه أن جادت قريحة شاعر من عهد امرئ القيس إلى عهد محمود درويش فقال شعرا في جماليات أغنام الآخرين!

لنعد إلى ما بدأنا به الحديث عن أغنية «بيع الجمل»، فهي تطلب من حبيبها أن يبيع الجمل والنعجة والحمل ليوفر مهرا لها يرضي والدها الجشع:

«يا علي بويا طميع

شو عندك يا حبيبي بيع

واهد بويا ذهب ومال

واشتريني يا علي».

وبحسبة بسيطة كان على «علي» أن يبيع جملا، ونعجة، وحملا، و«شو ما عنده» لكي يوفر مهر حبيبته.. مسكين «علي» لو تأخر به الزمن قليلا كان سيوفر جمله و«كل ما عنده»، إذا يكفيه أن يبيع «الحمل» وحده ليتزوج حبيبته فيستريح ويريح.. وحسبنا الله.

[email protected]