آفة ملعونة!

TT

لا أعتقد أن خبر اعتقال أو احتجاز (حسب الخبر) الفنان السوري جورج وسوف في السويد بتهمة حوزته لمخدرات (وأيضا بحسب الخبر كان المخدر الذي معه الكوكايين)، لا أعتقد أن هذا الخبر بالنسبة للكثيرين كان مفاجئا أبدا، في ظل الهمس عن «حالة» المغني حين يصعد على المسرح أو يظهر في مقابلة تلفزيونية أو أي مناسبة عامة، وحينما كان يغيب عن الأنظار لفترة طويلة كان يتم الحديث عن «مرضه».

لسنوات يتحدث الناس عن علاقة بعض الفنانين بالمخدرات، ولكن بقي هؤلاء بقرة حلوب لشركات الانتاج ومتعهدي الحفلات بغض النظر عن مشكلتهم.

والمخدرات في عالمنا العربي لا يزال التعاطي معها ببساطة غريبة، فهي تحتل حيزا مهما في النكات المتداولة ومساحة لافتة داخل الافلام السينمائية المنتجة ولا تقدم دائما بصورة سلبية ومؤذية.

المخدرات حصدت العديد من الفنانين من قبل ورحلوا في زهرة شبابهم، ومع ذلك لم تتعاط المجتمعات العربية مع قضية وأزمة المخدرات بالجدية والضراوة اللازمة وكل ما فعلته هو ارتداء قفازات من حرير ورفعت شعارات بسيطة مثل «لا للمخدرات». وفي مجتمعات شابة تبلغ نسبة اليافعين فيها أكثر من 60% لا بد من التعاطي مع المخدرات باسلوب الحرب الشاملة، لا فرق بينها وبين الارهاب.

وبسؤال أكثر من باحث اجتماعي وطبيب نفسي يتبين أن نسب زيادة الاستهلاك للمخدرات في بعض المجتمعات العربية في ارتفاع شديد وخصوصا مع تنوع المخدرات وتطور تركيبها. في ظل استمرار تمجيد الشخصيات العامة «المسطولة» والدفاع عن حشيشة الكيف والبانجو في لبنان ومصر والدفاع عن زارعيها من قبل بعض الشخصيات ومحاولة اقناع الناس في اليمن والعالم أن القات مادة غير مخدرة وبالتالي غير ضارة، ستستمر مسيرة حصد الشباب وايقاعهم في شراك المخدرات في ازدياد بدون شك.

المخدرات وقضيتها تبقى بلا صاحب، فهي ضائعة بين وزارات الداخلية والصحة والشؤون الاجتماعية والتعليم. وجورج وسوف لن يكون آخر ضحايا آفة المخدرات اللعينة. وكل الشكر للمسؤولين الأمنيين في السويد الذين يطبقون القانون بحذافيره على الجميع.

جورج وسوف كان قدوة لشريحة من الجمهور، وكل الأمل أن يكون ما حدث له عظة ومكالمة ايقاظ للكل. المخدرات مصيبة وكارثة لا مجال معها للضحك أو السخرية أو المزاح ولا بد من التعامل الجدي من الجميع معها.

[email protected]