ولكن أين الرجال الذين يستحقون؟

TT

من جميلات مصر الفرعونية نفرتيتي وإن لم تكن مصرية خالصة وحماتها الملكة تيي ثم الملكة حتشبسوت..

أما نفرتيتي فكلنا نعرف مواطن الجمال فيها. ملامحها وعنقها الجميل ولم تكن في حاجة إلى عينها التي اقتلعها الفنان أو سقطت أو أحس بأن هناك هجوماً عليه فلم يضع زجاج عينيها في مكانها. فاكتفت بالنظر إلى دنيانا بعين واحدة. فهي لا تستحق أكثر من ذلك. فلم تكن نفرتيتي سعيدة بلا زوجها ولا بناتها ولا بالحياة بعده..

ولكن التي تعجبني هي حماتها، الملكة تيي، ملامحها حلوة ووجهها مستدير ولها وجنتان بارزتان قليلا تشيران إلى أصالتها النوبية. ولكن شفتيها مرفوعتان إلى أعلى في استدارة جميلة بما يؤكد أنها نوبية خالصة. وإن كانت مثل بنات الحبشة «محندقات» لا أعرف بالضبط مدى صحة هذه الاجتهادات، ولكن من المؤكد أنني أضعها في مقدمة كل جميلات مصر الفرعونية..

وكذلك الملكة حتشبسوت كانت فاتنة. وتقول مدام لا جوارديا في كتابها عن حتشبسوت إنها أول من اخترع حديقة للحيوان سنة 1500 ق.م في قصرها وضعت الحيوانات من كل لون ونوع وأتت بهم من السودان ومن بلاد بنط (الصومال) وكان أهم ما يعجبها الغزلان. وكانت تفصل بين الغزلان والنمور بحائط سميك مرتفع. وكانت تقلد مشية الغزلان إذا ذهبت إلى الحمام. وكانت تطلب من حارسها أن يأتي بغزالة تتفرج عليها وألا تخيفها وأن تتركها تمشي في دلال ورشاقة.. وكانت حتشبسوت تمشى عارية كالغزالة وتتدلل وتبالغ في ذلك. وتلقى استحساناً من حاشيتها..

وكانت في النهار تضع لحية الرجال. ملكة قوية.. لا تنقصها الإرادة والرجولة، وفي الصباح الباكر وفي آخر الليل تقلد الغزالة عارية. ولكن مع الأسف ـ هي التي تقول على لسان الكاتبة لا جوارديا نقلا عن ورقة بردي ـ كل هذا الجمال والفتنة ولا رجل يستحقها!