اقفل عليها في الدولاب

TT

سألني: هل تعرف (فلاناً)؟!، قلت له: نعم أعرفه، قال: انه أصبح الآن على رأس ثروة طائلة، أجبته قائلاً: لا، (وأنت الصادق)، لقد أصبح تحت قدميها، انه لا يعدو أن يكون سوى عبدا مملوكا لها.. قلت له ذلك من شدّة غيرتي وقلة حيلتي وحسدي (لفلان)، رغم أنني اعرف انه (عصامي)، فهل سوف يؤاخذني ربي على أكاذيبي؟!

**

«إن التوبة هي آخر فائدة يجنيها الإنسان من غلطته»

ـ إن أول توبة تبتها في حياتي هي بعد أن بلغت (الحلم)، ومن يومها حتى الآن مازالت تلك التوبة مباركة متصلة ومتكررة، الله لا يقطعها ولا يقطعني.

**

«تكلم إذا كان لديك كلمات أقوى من الصمت، وإلا إلزم الصمت»

ـ ليس لدي كلمات أقوى من الصمت، ومع ذلك لن اصمت، فلو أنني صمتت فمن سوف يسليني في وحدتي وحرماني؟!، ولكن من حسن حظي أنني لا اكلم سوى نفسي، ولا تسمعني سوى أذني، التي من كثرة ما سمعت المسكينة، أصبحت شبه مجنونة وتتحرك في كل الاتجاهات بلا وعي، «فوق وتحت، يمينا وشمالا».

**

أتاني وكأن ألف عفريت قد ركبوا على أكتافه، كان نزقاً ومتبرماً ويائساً، دخل إلى صالوني الأنيق الهادئ، فانقلب الصالون رأساً على عقب، رغم أن قطع الأثاث لم تتحرك من مكانها، ولكنها (اشمأزت) فقط من منظره، سألني دون سلام أو كلام وكأنه يستفتيني وقال: بالله عليك دلني ماذا اعمل؟!، قلت له: خير إن شاء الله إيه الحكاية؟!، قال: المضروبة زوجتي لا يعجبها العجب، ولا ايثاري وتضحياتي، إن ضحيت من اجلها وأنا غاضب عابس، قالت لي: إن تضحيتك تلك إنما كانت على (مضض) ولم تكن (من نفسك)، وان ضحيت من اجلها بكل ابتسام ورحابة صدر، قالت: طبعاً ضحيت بذلك لأنها لم تكلفك شيئاً.. فبالله عليك ماذا افعل لكي أرضيها، ولكي تعتقني؟!

قلت له: لا تطلقها، وإنما احتفظ بها ـ أي اقفل عليها في الدولاب ـ وارم المفتاح في البلاعة، وخذ إجازة، وسافر لمدة شهر كامل ولا تعد إلاّ بعد أن تتأكد أن كله (تمام التمام)، وبعدها ارقص مثلما رقص (زوربا).

[email protected]