صدى!

TT

يرى العقلاء والحكماء من المحللين السياسيين في انتصار باراك أوباما قيمة أخلاقية مهمة تفوق بكثير النهج السياسي أو القرارات الاستراتيجية التي قد تطرح على الطاولة من قبل إدارته لتقديمها للعالم. فهناك اعتقاد كبير بأن «السقف» الأخلاقي للعالم سيرتفع، وأن بعض الممارسات التي كان يغض الطرف عنها ويتم التعامل معها بقفازات من حرير بحق الأقليات العرقية ستلقى الجدية والحزم المطلوب بشكل شبيه بما حصل في حقبة الستينات الميلادية من القرن الماضي حين تمت مواجهة الرق وتجارة البشر المعلنة وإصدار التشريعات لتجريمها بشكل قطعي، وكذلك عقد الاتفاقات والمعاهدات التي تمنع تلك الممارسات وتسقط العقوبات المشددة بحق الدول المخالفة لذلك. هناك عنصر وعامل نفسي كبير جدا تم اختراقه بفوز باراك أوباما بالمنصب الأهم في العالم، وهذا العنصر يتمثل بنقل الحالة «المثالية» المنشودة من صفحات النظرية الى عالم التطبيق، وهي أشبه بأسلوب علاج الصدمات المستخدم في علم النفس، فأحيانا كثيرة يحتاج المريض إلى الاسلوب الصادم للإفاقة والتعامل مع الواقع.

مع الفرحة بالخبر لا تزال المجتمعات العربية بسطحية وسخرية والى حد ما بشماتة متناسين الابعاد الانسانية والاجتماعية للخبر وتوابعه. المارد «الاجتماعي» خرج من قمقم التطرف ومن كهوف التعصب وسيواجه بحسم وحزم.

هذا الكلام خطر في بالي الليلة الماضية حين جمعتني أمسية ببعض المعارف، وكان الحديث الأساسي بطبيعة الحال يدور عن تبعات انتصار أوباما التاريخي وكيف ستنعكس على عالمنا العربي، وكانت التعليقات مركزة بشكل أساسي على الحرب العراقية والقضية الفلسطينية والملف النووي الايراني.

تصنيف الناس بحسب أصلهم وسلالتهم هو إرهاب اجتماعي يجب محاربته على كافة الاصعدة ولا مكان له في مجتمع عالمي موحد ينادي فيه بالسوية والعدالة والمساواة. تصنيفات تحرم المواطن حقه في التعلم والتدرب والترقي والتوظيف والتعيين والخدمة في كافة القطاعات.

الأقليات والممارسات العنصرية بحقها والتصنيف الطبقي هي من الأسرار «القذرة» التي لا يرغب في الحديث عنها نظرا لحساسيتها والخوف من الفتنة.

وكل الأمل أن يكون ما يحدث في العالم الأول والانتخابات الأخيرة له الصدى الإيجابي علينا.

[email protected]