لا بد من الخطأ!

TT

الله سبحانه وتعالى هو الذي لا يخطئ لأنه مصدر الحقيقة المطلقة..

أما أنا وأنت، فمن الطبيعي أن نخطئ. وبعض القراء يبعثون لنا برسائل سريعة يصوبون الأخطاء الإملائية والنحوية التي تظهر في هذه المقالات.

وبعض القراء يرى أن باب النجار مخلع بدليل هذه الأخطاء الكثيرة، وأننا يجب أن «نلايمها» ونحترم القراء وأنفسنا وأنه لا داعي لأن ننصح الناس ونحن غرقى في الخطأ، والخطأ الإملائي هل هذا معقول؟!

فعلا ليس معقولا. ولكن مثل هذه الأخطاء كان من المستحيل وقوعها. بمعنى أنه من المستحيل أن أقع في خطأ إملائي أو أني لا أعرف اسم أن وخبر كان.. فقد تجاوزت مثل هذا النوع من الخطأ من عشرات السنين، وحتى لو أخطأت يوجد عدد كبير من المصححين.. أي الذين يصوبون الأخطاء التي يقع فيها الكاتب، إذا هو أخطأ أو تقع فيها أجهزة جمع الحروف!

إذن كيف يظهر الخطأ؟

هناك أسباب أخرى؛ فالمقال يدخل غرفاً متعددة، ويمر على أجهزة الكترونية، وعلى هذه الأجهزة أناس مثلنا من الممكن أن يقعوا في الخطأ، خاصة أنهم ليسوا من خريجي أقسام اللغات العربية.. بل أكثرهم لا يتقن النحو والصرف وإنما هو يتقن فناً آخر: هو نقل الكلام من الورق على الشاشات الإلكترونية. وفي عملية النقل هذه يقع الخطأ. وقد يكتشف المصححون هذا الخطأ بعد نقل المقال إلى الأجهزة الإلكترونية.. ويتم التصحيح، ولكن يقع خطأ في مكان آخر، وكان من النادر من ثلاثين عاماً أن تجد خطأ في مقال. والآن أصبح من النادر جداً جداً ألا يقع، والسبب هو حجم الكلام المكتوب، والكلام المطبوع، والكلام المحذوف وتغيير الصفحات والطبعات.. وتعدد الأيدي والعيون التي تلاحظ وتصحح الخطأ. وتخطئ في الصح .. ثم تعدد الصحف والمجلات والكتب التي تطبع في نفس الوقت. وقبل وبعد وأثناء كل ذلك الإرهاق البشري!