ماذا يريدون؟!

TT

إذا أنا تحدثت عن ارتفاع أسعار قطع غيار السيارات الكاديلاك، فمن المؤكد أنني لا أكتب إليك، لا أحدثك، فهذا الأمر لا يعنيك، فأكثر الناس لا يملكون السيارات، والنادرون لديهم الكاديلاك، وهم لا يقرأون الصحف فليسوا في حاجة إليها..

ومعنى ذلك أتحدث إلى أحد غيرك على مرأى منك، أي أنني أكتب إليك ولكنني أتطلع إلى شخص وراءك، هو عادة لا يقرأ. إذن فلماذا أكتب لمن لا يقرأ، ولا أكتب لمن يقرأ؟! أحياناً عندما أطالع الصحفَ، مثلك تماماً، فإنني لا أعرف بالضبط ما الذي يقصده بعض الكتاب وإلى من يتوجهون بهذا الكلام؟ فإن تحدثوا عن عذاب الناس أوجعوهم. وإن تحدثوا عن آمال الناس أرهبوهم، لأنهم يؤكدون استحالة أن يتحقق شيء وإذا تحدثوا عن البديهيات السياسية شككوا فيها. وإذا تعرضوا للخطط الاقتصادية هدموها..

وإذا كان الموضوع هو العصر الذهبي لمصر، فنحن أمام رأي واحد لا ثانيَّ له هو البكاء على الذهب عندما كان مساميرَ في أحذية أجدادنا عليهم رحمة الله، أي أن العصر الذهبي مضى وانقضى، وأننا نعيش الآن في عصر الصفيح والورق والتراب.. وأنه ليس مطلوباً منا أن نعجل بقدوم هذا العصر الذهبي.. قد ذهب.. وهكذا يتعاون كتابُ العصور الذهبية على أن ييأس الناس من الماضي الذي راح، ومن المستقبل الذي لن يجيء..

أي أننا أمام أناس يرون أن الكاديلاك كانت أرخصَ من الكارو، وآخرين يرون أن كلا من الكارو والكاديلاك لعبة. الأفضل هو أن نمشي يائسين إلى مستقبلنا.

فإذا أنت تساءلتَ: إلى من يكتب هؤلاء الناس؟ فالحق معك!