في رأيك أيهما أفضل؟!

TT

سألت توفيق الحكيم عن الفرق بين جيله وجيل ابنه إسماعيل عازف الجيتار. فقال إن هناك فوارق كثيرة في النظرة والحياة والمستقبل. وقال: جيلنا كان عنده سؤال فزورة هي: ما الشيء الذي إذا عبر الماء لا يبتل؟

جيلنا قال: العجل في بطن أمه!

جيل ابني قال: الطائرة!

قال لنا الأستاذ العقاد إنهم في بلده أسوان ينتظرون الطيور المهاجرة بالأسلحة والشراك لكي يصيدوها ويأكلوها. وكنت وحدي الذي أحمل لها الحبوب لتأكلها وأتفرج عليها. هم سعداء لأنهم أكلوا وأنا سعيد لأني رأيت ولاحظت وسجلت.

وقال العقاد إن الشيخ محمد عبده زارهم في المدرسة. وكان الموضوع المطروح ليتبارى فيه التلاميذ في حضور الأستاذ الإمام: المفاضلة بين الصيف والشتاء. وقال التلاميذ إننا نفضل الشتاء، الذي يتمنونه على الصيف الذي يكرهونه. ولكنني خالفت الجميع واخترت الصيف. وقلت: إنني أحب النور. فالله وصف نفسه بأنه نور السماوات والأرض..

فالتفت الأستاذ الإمام وقال عبارته التاريخية: هذا الفتى سوف يكون له مستقبل يعد (بضم الدال).

لي صديق وزير، وكنا معا في الكتّاب. وذهبنا كل في طريق. قال لي إنه يحتفظ بالفلقة على الحائط. والفلقة أداة كان يستخدمها سيدنا في الكتّاب. يلفها حول أقدامنا وينهال علينا ضربا موجعا. وفي أغلب الأحيان لم يكن لدى سيدنا سبب وجيه لذلك. سألت صديقي: ولكن لماذا؟ فأجاب: لكي أتذكر من جعلني أحفظ القرآن وأقبل يدي والدي.. ويضحك أبنائي وأحفادي على نشأتنا الهزلية!

سؤال: في رأيك أيهما أفضل.. جيلنا أم جيلهم؟!