على من نطلق الرصاص؟!

TT

الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس له رواية صارت فيلما اسمه «على من نطلق الرصاص» وانطلق الرصاص..

ولكن أريد أن أطلق الرصاص على هذا الرجل، الذي التصق اسمه بشارع مجاور لنا. هذا الرجل اسمه: قرة بن شريك. وهو حاكم سوري بعثه الخليفة الوليد بن عبد الملك سنة 709م ولمدة خمس سنوات. طغى وبغى وتجبر وأهان المصريين بالكرباج حتى هربوا من بلادهم وتركوا الأرض بلا زراعة.

وكانت مصر لسوء حظها في حالة جفاف. فقد هبط منسوب النيل، ولكن قرة بن شريك حكم مصر، وكانت التعليمات لديه أن يجمع الضرائب بأي شكل لثلاث سنوات قادمة.

حتى الأقباط فرض عليهم الجزية لماذا؟ لأن الخليفة يريد أن يبني المسجد الأقصى ومسجد الصخرة. فطارد الفلاحين في كل مكان وأعادهم بالقوة إلى الزراعة والضرائب!

تصور نفسك ترى اسم هذا الرجل كل يوم ذهابا وإيابا. وطالبت بحذف هذا الاسم واختيار أي اسم آخر فكانت مشكلة العقارات وإعادة تسجيلها!

صحيح أنه أعاد بناء مسجد عمرو بن العاص. شكرا. صحيح أنه ألغى اليونانية والقبطية كلغتين لدواوين الحكومة وفرض اللغة العربية. شكرا. وكانت هناك محاولات لاغتياله في الإسكندرية. ولكنها فشلت!

ثم هذه العبارة الحكيمة البليغة للخليفة عمر بن عبد العزيز: الوليد في الشام والحجاج في بغداد، وعثمان المزي في المدينة، وخالد القسري في مكة، وقرة في مصر ـ اللهم قد امتلأت الدنيا ظلما وجورا. فأرح الناس.

هل عرفت الآن على من نطلق الرصاص كل يوم.. على قرة بن شريك ومن كتب اسمه على الحائط ومن سكت عن ذلك!