كانوسا: لا .. غاندي: نعم!

TT

من الأحداث التاريخية الشهيرة ذلك الخلاف بين الإمبراطور هينريش الرابع الألماني وبابا الفاتيكان جريجوري السابع. فقد انشق الإمبراطور عن الشعب فذهب إلى مدينة كانوسا الإيطالية سنة 1077 حيث المقر البابوي تائبا نادما. فوقف تحت المطر عاري الرأس والقدمين ثلاثة أيام. حتى أطل عليه البابا وعفا عنه..

وحدث مرة على أيام المستشار الألماني بسمارك أن اختلف هو الآخر مع البابا. فأعلن بسمارك في البرلمان سنة 1872: ولكننا لن نذهب إلى كانوسا!

وفى الهند احتكر الإنجليز استخراج الملح من البحر وباعوه للشعب الهندي وأصروا على ألا يشتروه من أي مصدر آخر.. وفى ذلك الوقت سنة 1930 قرر الزعيم غاندي أسلوب المقاومة السلبية بالامتناع عن تناول الملح. وسار على رأس مظاهرة من المئات. وصار المئات مئات الألوف وراحوا يستخرجون الملح من البحر في مدينة داندي. وضاق الإنجليز وغضبوا وهددوا وسجنوا الزعيم الذي اختار أن يقول للاستعمار والاحتكار: لا.. بلا قطرة دم!

والأستاذ العقاد كان شجاعا في البرلمان. قال: إنني أستطيع أن أحطم أكبر رأس في مصر.

وكان يقصد الملك فدخل السجن تسعة أشهر. ولما خرج قال: يستطيع كل إنسان أن يخلق لنفسه غاندي. فنحن لم نولد إلا لنقول للظلم والظلام والهوان: لا!

ويقال في التوراة إنهم راحوا يستخدمون الطبول الداوية العاوية حتى تساقطت جدران مدينة أريحا.

وفى فيلم (زاباتا). راحوا يدقون الأحجار. غضبا واحتجاجا وإزعاجا من دون رصاصة أو قطرة دم. فالمهم أن نقول: لا.. بالصوت والصورة..