العشاء الأخير

TT

قد يكون هذا العشاء هو بالفعل العشاء الأخير طبقاً لقوانين الدمايطة حيث لا تتوقع من دمياطي أن يوجه لك دعوة على العشاء مرتين!.. أما سبب الدعوة فهو كما ذكرت في مقالاتي السابقة وهو خسارتي الرهان مع صديقي الكاتب الكبير صلاح منتصر الذي كان قد كتب في عموده الشهير بـ«الأهرام» أن ماكين سوف يخسر الانتخابات وأن أوباما سوف يكون الرئيس الأمريكي المقبل واتصلت به لأؤكد له أن هذا الأمر من الصعب حدوثه لمعرفتي بوجود العنصرية دفينة داخل فئات من الشعب الأمريكي خاصة في الوسط والجنوب وفي نهاية الحديث اتفقنا على أن الخاسر سوف يدفع ثمن عشاء فاخر ولم يحضر العشاء صديقي الكاتب الساخر أحمد رجب حيث كان قد أجرى عملية في عينيه وأتمنى له الشفاء العاجل بإذن الله فبقلمه وصدقه وحبه لمصر أصبح أحد أهراماتها الشامخة ولا مبالغة وحضر العشاء الإعلامي اللامع مفيد فوزي وكان سعيداً لنجاح أوباما وكذلك رجل الأعمال صلاح دياب الذي اتفق مع إحدى القنوات الفضائية للحضور إلي العشاء وتسجيل حلقة عن الانتخابات الأمريكية وكان ضمن الحضور صديقي سليمان جودة حيث كان الوحيد الذي يتفق معي على خسارة أوباما أما الكاتب المسرحي علي سالم فقد أضاف جواً من المرح بقفشاته...

وفي الحقيقة كان العشاء ممتعاً من كافة الأوجه المكان والطعام ولكن قمة المتعة كانت من خلال المناقشات الشيقة الجادة وكما ذكرت من قبل بأنني فعلاً سعيد بنجاح أوباما ولا أنسى عندما كنت أفتتح معرض «توت عنخ آمون» في شيكاغو وفوجئت به يحضر لزيارة المعرض دون أن يبلغ أحد بزيارته بل إنه قام بشراء تذكرة مثل أي مواطن عادي وأمضى داخل المعرض ساعتين.. والآن فالعالم كله والشعب الأمريكي ينظر إليه بالتفاؤل والأمل في أن يغير سياسة الفطرة والغباء التي حكمت أمريكا في الثماني سنوات السابقة التي كانت كفيلة بتدمير سمعة أمريكا كدولة عظمى تنادي بالديمقراطية في حين تزج بالناس جماعات إلي داخل سجن غوانتانامو دون النظر إلي كونهم ظالمين أو مظلومين أو دون محاكمة من الأساس وكل جريمتهم هو أنه يشكو في كونهم Enemies of the State أي أعداء للدولة وهناك أمل في إغلاق هذا السجن على يد أوباما وإنهاء الحرب التي بدأها بوش دون سبب سوى أكاذيب ملفقة جعلت أمريكا تدفع شهرياً 10 بلايين دولار إضافة إلى آلاف الجنود من أبنائها الأمر الذي جعل الشعب الأمريكي يطلق العديد من التعليقات المازحة شديدة المرارة منها «أن سبب هدوء بن لادن الأخير هو أنه وجد من هو أفضل منه في تدمير أمريكا يومياً ودفعها إلي الهاوية» والمقصود طبعاً بوش... كان عشاء ممتعا استمتعنا جميعاً بحديث صلاح دياب الذي كان كالملح والفلفل على الطعام.. وبعد العشاء وجدت صديقي صلاح منتصر يود المشاركة في دفع فاتورة الحساب وهنا ضحكت لأننا نحن الاثنين دمايطة وطلبت منه أن يكو نذلك في رهان آخر لعلي أكسبه في المرة المقبلة.. أما الدمياطي الثالث وهو علي سالم فقد علق بأنه لا يعرف حقاً سبباً لوصف الدمايطة بالبخل فهو أمر لا أساس له ولكنه نعت لصق بنا ونحن لا نتذمر منه..

www.guardians.net/hawass