تاليا رئيسة للولايات المتحدة

TT

أقول لمن لا يحملون اسم باراك منكم، إن التغيير خلال السنوات الأربع المقبلة قد يبدو مجرد ممارسة لرياضة المشاهدة.

في أعقاب الحملة الانتخابية، بات من الطبيعي أن نعتقد أن الأجندة الآن أصبحت بيد قادتنا الجدد المنتخبين، وأن وكلاء التغيير سيكونون مسؤولين حكوميين في واشنطن، غير أن أصدق دليل على أننا لسنا بحاجة إلى تصريح البيت الأبيض لإحداث تغيير، يتمثل في الجمعيات الاجتماعية التي تنتشر في البلاد، وسيكون من السذاجة أن نتخيل أن تلك الجمعيات لا تملك القوة، لأن أولئك الأولاد يظهرون استعدادًا قويًا. وإذا كنت ممن يؤيدون العمل الخيري بقوة، إذن فعليك بلقاء تايا ليمان، الطالبة بالصف الثامن بولاية أيوا، والتي تعشق كرة القدم والسباحة وتفضل مادة العلوم، والتي أدعمها بقوة لتولي الرئاسة عام 2044. فعندما ضرب إعصار «كاترينا» ولاية أورليانز، قررت تاليا التي كانت تبلغ من العمر عشر سنوات، المشاركة في مد يد العون للضحايا، حيث حثت أقرانها من الأطفال على المشاركة، وبدأوا حركة لجمع التبرعات لصالح ضحايا الإعصار.

استحوذت الحركة على اهتمام الرأي العام، وقامت تاليا بشرح أهداف حركتها في برنامج «توداي» واستطاعت جمع 10 ملايين دولار. بعد ذلك النجاح الكبير، عملت تاليا على تنظيم حركة «راندام كيد» لمساعدة الجمعيات الاجتماعية الشابة في ترتيب الحملات وجمع الأموال.

ومن خلال حركة «راندام كيد»، يمكن للشباب المشاركة مع الآخرين في الأنشطة الخيرية المشتركة، فقد نظمت تاليا حملة على موقعها لبناء مدرسة في منطقة عشوائية في كمبوديا بدعم من قبل أطفال في 48 ولاية و19 دولة. كما تعمل أيضًا مع مجموعة من أطفال المدارس في سبع ولايات أخرى على تزويد القرى الأفريقية الريفية بالمياه العذبة، وهي ضيفة دائمة على المدارس الأخرى لإلقاء كلمات بها، بالرغم من اعترافها بأنها تشعر بالخوف لدى زيارتها للمدارس الثانوية.

قالت تاليا «إنني مجرد طالبة بالمرحلة المتوسطة، لذا فإنني أرى طلاب المدرسة العليا كالأولاد الضخام. وعندما ذهبت إلى المدرسة العليا لأقدم لهم صناديق اليونسيف، فإنني أراهم أولادًا كبارًا مخيفين». وكُرمت تاليا من قبل منظمة أطفال العالم، التي تعنى بتشجيع أنشطة الشباب، في حفل أقيم منذ أيام قلائل، حيث تقدم جائزة تسمى «جائزة نوبل للأطفال». وإذا كان هذا الإنجاز الكبير من صنع أطفال مثل تاليا لا يحملون بطاقات ائتمانية أو رخص قيادة، فما بالكم بما يمكن أن يحققه الكبار.

ولطالما اشترك الشباب في الحركات الاجتماعية، لكن ناشطي اليوم هم أصغر من ذي قبل. والأمر الأكثر أهمية هو أن هؤلاء الأولاد ليسوا مجرد محتجين لكنهم «أصحاب مؤسسات اجتماعية خيرية»، بل إنهم يقودون حركات ذكية تقود العمل الخيري في عالم غلبت عليه المصالح. وإذا كان شباب الستينات قد وقفوا ضد الحرب على فيتنام. وكان شعار الثمانينات تكديس أجهزة الحاسب في الكراج، فصيحة اليوم قيام الأطفال بتحميل ملفات الفيديو على موقع «يوتيوب» لجمع الأموال لشراء أسرة خيام للحماية من الملاريا في أفريقيا. ومن الواضح أن مثل هذا النوع من المبادرات له سجل مختلط يهدف إلى مساعدة الفقراء بصورة فعالة، لكنها في ذات الوقت كان لها سجل رائع في تنوير المنظمين وتعليمهم.

ويعد بيل درايتون، الذي أسس منظمة تدعى أشوكا ترعى «صناع التغيير» هو الأب الروحي لهذه الحركة الخيرية. ويركز درايتون جهوده الآن باتجاه تنشئة أبناء المؤسسة من الطلبة. وقد أنشأ منظمة تدعى منظمة الشباب لدعمهم، لكن ما يثير إحباطه هو سلبية الشباب، نتيجة لعدم حصولهم على الدعم للقيام بأي عمل خاص. ويقول: «إن ذلك يماثل تقزيم العزائم ولا نستطيع أن نتخيل ما كان يقوم به الصينيون لمحاولة وقف نمو أرجل بناتهم، وما نقوم به الآن هو محاولة تقزيم الروح في أبنائنا».

وقد تبنت منظمة فتيات الكشافة، الحركة الخيرية الاجتماعية، فدربت الفتيات على كيفية تكوين حركات خاصة بهن، وهو ما يعتبر خطوة نحو إعداد نموذج مشاركة المواطن في القرن الواحد والعشرين.

ويشير ديفيد بورنستين، مؤلف كتاب «كيف تغير العالم»، الذي يعد دستور كل قادة التغيير، إلى أن «المشاركة الخيرية بدأت تتجذر في الفئات العمرية المختلفة»، لكنه يقول إن الحركة تتعرض للضغوط في بعض المجتمعات ذات الامتيازات، وربما يرجع السبب في ذلك إلى أن الطلبة في هذه الأماكن محبطون بسبب الضغوط الأكاديمية التي لا تمكنهم من المشاركة في الأعمال الخيرية. وربما يرجع جزء من أسباب نجاح أوباما في الانتخابات الأميركية إلى ذلك الجيش الهائل من المتطوعين الشباب، وقد أظهر قوة الحركات الاجتماعية في السياسات الرئاسية، ويمكن لتلك القوى التي لعبت ذلك الدور أن تقوم به في مجال المساعدات الإنسانية.

أعتقد أنه من المخجل أن تتوقف مثل هذه الجيوش السياسية حتى انتخابات عام 2012.

وعلى الرغم من أن شخصًا واحداً بإمكانه أن يكون الرئيس، لكن ما تقوم به تاليا والأطفال الآخرون يبرز إمكانية أن يكون أي منا صانع تغيير.