والله هذا ما حدث أيضاً!

TT

اتفقنا على اللقاء. قالت: روما. ذهبت إليها. قالوا لي: سافرت فجأة إلى ميلانو. ذهبت إلى ميلانو.. قالوا: تأخرت يوماً إنها الآن عند خالتها في مدينة تارنتو ـ أقصى الجنوب من إيطاليا و15 ساعة بالقطار. وهناك كان الأسف أعظم من أن أعبر عنه.. فقالوا: إنها مريضة في برلين مع زوجها الجديد.. ذهبت إلى برلين ذهبت ورحت بالقطار عشرات الساعات والسندوتشات والضوضاء والنوم جالساً وواقفاً. ولكنني مصر ولو أمضيت عمري من قطار إلى قطار.

والتقينا في برلين. ولم أجد معنى لأن أحدثها عن عتابي وعذابي والوقت الذي ضاع من أجلها. لا يهم الوقت. فمن أجلها هان ويهون وسوف يهون أي شيء. ومشكلتي: انني فوجئت بأحد البنوك يخطرني بأن مبلغاً كبيراً من المال قد أودع في حسابي. وذهبت أعرف فكانت هي. ولكن لماذا؟ قالت إن خطيبها يلعب القمار ويريد أموالها فلم تجد إلا حلاً واحداً أن تودعها باسمي، فأنا الوحيد الذي رفض أن يتزوجها فقد كنت في أول حياتي الأدبية وليست لي قيمة ولا أحد يعرفني. ولا عندي مال ولا أمل في ذلك. فكيف يكون زواج من مفلس طموح..

واتفقنا على أن أعيد لها أموالها ولكنها اختفت مرة أخرى. فذهبت إلى السفارة المصرية وإلى وزارة العدل. وأعدت أموالها إليها.. فغضبت ورفضت أن أراها أو تراني وكان يوماً مطيراً بارداً وأنا أخاف البرد. وحكمت على نفسي أن أعيش في صيف دائم: ملابس ثقيلة وأغطية ثقيلة ولا تكييف لا في البيت ولا في السيارة ولا المكتب وكدت أموت من البرد والمطر.. وتذكرت أبياتاً لشاعر قديم لا أعرف من هو قال:

(وقفت على ربع لمية

فما زلت أبكي عنده وأخاطبه

وأسقيه حتى كان مما أبثه

تكلمني أحجاره وملاعبه)

والله يا سيدي كل هذا قد حصل!