وكانت النتيجة: «صفر صفر»!

TT

وجدتني أمام كنيسة المجدلية. وصعدت الدرج. ولم يكن لي أي هدف. ولكن مضيت كأن لي هدفا عاجلا. وافتعلت الاهتمام بالوجوه. وأنا أعرف كل ركن في هذه الأبهة المقدسة.. الرطوبة ورائحة البخور والهمس الذي كأنه بخور والبخور الذي كأنه همس وذهابي يمينا وشمالا كأنني إحدى الشائعات المرفوضة..

وفجأة وجدت ما أتعلق به من هذا الطوفان. من كل شيء. من الذنوب والنور والرحمة والغفران. ومن العبارة التي قالها السيد المسيح عندما رأى الناس مريم المجدلية: «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر».. ولم يرمها أحد فكلنا خطايا..

وبخطوة منتظمة كأنني أعرف هدفي تماماً مددت يدي وأشعلت شمعة ووضعتها بمنتهى الحرفنة إلى جوار عشرات من مثيلاتها. وكأن هذا هو الهدف واسترحت.. وخرجت إلى عالم طبيعي أرحب وأوسع خطوة. إلى الدنيا.

وعند أول مقهى جلست ومع أول رشفة تساءلت: بالضبط ما الذي فعلت؟ ولا حاجة! أي هدف حققت؟ ولا حاجة. إذن لماذا أشعلت شمعة كأنني أشكر أو كأنني أنجزت.. والحقيقة أنني فعلت. فقد آليت على نفسي ألا أقول: آه مهما استبد بي ألمي، إيماناً بأنه لا يوجد وضع لا يمكن احتماله.

ونجحت. فكل آلامي يمكن إخفاؤها. ثم أن الألم شخصي ولا يهم أحدا سواي فلماذا أجاهر به؟ إن هذا لم يقدر عليه لا بوذا ولا كونفوشيوس وإن كنت قد سمعت في بعض أدعية بوذا أنه قال آه سبع مرات في صلاة واحدة..

يعني أنني انتصرت. نعم. ولكن على من؟ على نفسي. يعني النتيجة واحد صفر أو واحد واحد.. أو صفر صفر .. صفر.. صفر هاها!