اطلبوا العلم

TT

صدق او لا تصدق ان كل انسان من خمسة على وجه الارض هو انسان مسلم. مليار ونصف المليار هو عدد المسلمين في العالم. ثلث هذا العدد يسكن في آسيا والشرق الاوسط. أما المسلمون في اوروبا فهم اكثر من اربعين مليونا. ويقتصر عدد المسلمين في الاميركتين على ستة ملايين. والقارة الافريقية هي وطن لـ 400 مليون مسلم.

أما عدد اليهود في العالم فهو 14 مليونا.

فماذا حقق اليهود وماذا حققنا نحن؟ كل سكان الارض تقريبا سمعوا بألبرت اينشتاين وسيغموند فرويد وسمعوا بكارل ماركس، ولا من دارس للعلوم الطبية الا ويعرف اسم بنيامين روبن، مخترع الابرة الطبية وجوناس سولك مكتشف فاكسين شلل الاطفال، وباروخ بلومبرغ مكتشف فاكسين التهاب الكبد الوبائي، وستانلي كوهين في علم الاجنة او وليم كلوفكام مخترع ماكينة غسل الكلى.

قد تبدو القائمة مملة او بلا قيمة مستقلة إلا اذا عرفنا ان جائزة نوبل في تاريخها الذي يرجع الى اكثر من مائة عام منحت 180 مرة لعلماء يهود بينما حصل المليار ونصف المليار مسلم في العالم على ثلاث جوائز فقط لا غير.

في مجال المخترعات التي تتأثر بها الحياة اليومية ساهم ستانلي ميزور باختراع المايكرو تشيب، وساهم شارل ادلر باختراع الاضواء التي تنظم المرور في شوارع العالم، يهودي آخر اسمه بينوشتراوس اخترع الستينليس ستيل وغيرهم كثيرون.

تجول في الاسواق بحثا عن الاناقة فلن يغيب عنك اسم رالف لوران او ليفايس صانع بنطلونات الجينز. تمتع بشراب الكوكا كولا وانت تفكر بوجه نانسي عجرم الصبوح، لكن لا تنس ان المخترع يهودي. القائمة طويلة طويلة بدءا بقهوة ستار باكس ومرورا بشركة ديل للكمبيوتر ومثلجات بسكن روبن وموقع غوغل على الانترنت، فأنت مدين لهؤلاء.

وان نسيت فلا تنس هنري كيسنجر رجل السياسة محرك السياسة الخارجية الاميركية، ومادلين اولبرايت وجوزف ليبرمان وكاسبر واينبرجر وباري غولدووتر والان جرينسبان. واذا عدت بالذاكرة الى الوراء فلا يمكن ان تتجاهل البريطاني بينيامين ديزرائيلي والنمساوي برونو كرايسكي. لماذا تفوقوا؟ اعتقد ان احد الاسباب القوية هو التكاتف والتعاضد والاهتمام بالاعلام وبالتعليم والبحث العلمي. النهضة في أي مكان في العالم تبدأ بالتعليم. النهضة التي تشهدها الهند حاليا قائمة على وجود اكثر من 8000 جامعة منتشرة في جميع الانحاء. هذا العدد يكتسب مغزى اذا ما عرفنا ان عدد الجامعات في بلاد المسلمين كلها لا يزيد على 500 جامعة، وان لا واحدة من تلك الجامعات تحتل مكانا على قائمة افضل 500 جامعة في العالم. العالم الاسلامي يخصص 0.2% من مجمل الناتج القومي كميزانية للبحث العلمي بينما تخصص دول العالم الغربي 5% من مجمل الناتج القومي للهدف نفسه. لسنا مصدرين للمعرفة لكننا مستهلكون للبضائع والثقافات.

بامكاننا ان نتغير. والتغيير يبدأ بالعلم وتحسين الصحة. اطلبوا العلم ولو في الصين او حتى في تل ابيب. اشتر لطفلك كتابا بدلا من لعبة. لا تمنع زوجتك من اكمال تعليمها لأنها ستكون أماً افضل لاولادك. طالب حكومتك بنظام علاجي يشمل كافة المواطنين. لو كنت ثريا تبرع بجزء من ثروتك لبناء الطرق والمكتبات وتأسيس المدارس والجامعات. فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.