إنهم شهداء الفضاء!

TT

رائد الفضاء يساوي إنسانا إلا قليلا، فهو إنسان دربوه على أن يكون مطيعاً تماماً، أي لا رأي له في أية أوامر يتلقاها، أي المطلوب ألا يكون إنساناً. وإنما أن يكون آلة ضمن جهاز شديد التعقيد.. هذا الجهاز هو سفينة الفضاء بما فيها من عشرات العقول الالكترونية، وألا يفكر في أي شيء لأن هناك عشرات الخبراء يتولون عنه التفكير واتخاذ القرار، فهو يتلقى الأوامرَ دون تفكير ويقوم بتنفيذها فوراً..

وقد يبقى رائد الفضاء يوماً أو عشرين يوماً، فإذا أعادوه إلى الأرض فمن الضروري أن يعيدوا إليه إنسانيته، وأن يقوموا بعملية «تأهيل» أي إعادته إلى ما كان عليه قبل الرحلة حول الأرض.. وهي عملية صعبة جداً. وفي كثير من الأحيان يحتاجون إلى وقت طويل.. وقد يفشلون.

أما إذا أقام رائد الفضاء حول الأرض أكثر من مائتي يوم، فمن الصعب إعادته إلى ما كان عليه.. أي أن رائد الفضاء أصبح مفقوداً، أو شهيداً تماماً مثل كل حيوانات المعامل من فئران وقطط وكلاب؛ فهؤلاء الرواد شهداء بسبب الهدف النبيل الذي حققوه. ويضاف إلى ذلك أنه إذا تطوع، فإنه لا يلقى أية مكافأة مادية على ما قام به..

إنهم مساكين. ولكن لا أحد يدري فداحة التضحية التي قاموا بها من أجلنا!