العرب يصوتون ضد حماس

TT

قرار وزراء الخارجية العرب بمطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ«الاستمرار في تحمل مسؤولياته كرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية» حتى إتمام المصالحة الوطنية والاتفاق على موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية الجديدة، هو دعم عربي واضح وصريح لأبو مازن.

ودليل على أن العرب قد قرروا التصويت ضد حماس، وهذا قرار مهم وجريء لطالما تجنبه العرب من قبل، مما دفع حماس للتمادي في شق الصف الفلسطيني، وإضعافه في مواجهة إسرائيل.

في خطابه بالقاهرة، قال الأمير سعود الفيصل «إذا كانت خشيتنا من تعميق الشقاق الفلسطيني تحول دون توجيه أصابع الاتهام لأحد طرفي الخلاف السياسي الدائر بين الأشقاء في فلسطين، إلا أننا مطالبون على الأقل بتذكير هؤلاء بحقيقة دامغة يجب ألا تغيب عن أذهانهم وعن أذهاننا جميعا وهي أن المستفيد الوحيد من هذه الخصومة بين القيادة الفلسطينية هو إسرائيل».

لكن الحال الذي وصل إليه الفلسطينيون، ومدى تدخل الغير، وتحديدا إيران وسورية، في استغلال القضية الفلسطينية، بات يوجب تسمية الأشياء بمسمياتها. قصر العرب في عدم لوم فتح بالأمس، ويقصرون اليوم إن هم تهاونوا في نقد حماس.

ولذا، فقد كان مهما التصدي أيضا لبعض المواقف العربية المسوفة بالقضية الفلسطينية والانشقاق الفلسطيني، وحسنا فعل الدكتور صائب عريقات عندما تصدى لمطالب دعوة حماس إلى اجتماعات وزراء الخارجية العرب.

دعمُ الوزراء العرب للرئيس عباس يعني أن الوزراء قد خطوا الخطوة الصحيحة في توضيح المواقف، وتحميل حماس المسؤولية، فلا يمكن أن نتباكى على غزة، وننسى من يطيل معاناتها.

فلطالما قامت حماس بقلب الحقائق وتحميل العرب مسؤولية كل خطأ ترتكبه الحركة، وبالتالي فمن المهم أن يسمي العرب الأشياء بمسمياتها، كي يتحمل كل طرف مسؤوليته أمام الرأي العام.

قرار الوزراء دعم عباس، يجب أن يكون المنهج المتبع لاحقا في المواقف العربية المهمة والمفصلية، لتسمية الأشياء بمسمياتها، وقطع الطريق على حملات التشكيك والتضليل. فمن شأن ذلك أن يكشف للرأي العام العربي المواقف الحقيقية.

أبسط مثال على ذلك تعليق حماس على القرار العربي، فعندما تقول الحركة بأنه قرار غير شرعي، حينها يكون السؤال لحماس كالتالي: وهل الاستيلاء على غزة بقوة السلاح شرعي؟

وبالطبع، فمغالطات حماس لا تنتهي، لكنها تنكشف في كل يوم، حيث تعتبر الحركة الإخوانية قرار التمديد لعباس إضعافا لدوافع المصالحة «عند الطرف الآخر، كما أنه يعمق الانقسام».

وهذا الكلام يعد مثالا صارخا على تخبط حماس وعدم التزامها، فلم تظهر حماس إطلاقا حرصا على المصالحة الفلسطينية إلا بالتصريحات فقط.

أهمية دعم وزراء الخارجية العرب لمحمود عباس تظهر بالحرص على حفاظ القضية الفلسطينية من عبث حماس، وإظهار موقف عربي يعكس الوعي بأهمية التوقيت والظرف الدولي.

فمن الغريب أن يتحدث الإيرانيون والسوريون بإيجابية عن مرحلة أوباما، ويصمت حلفاؤهم في حزب الله، بينما تدفع حماس لبعثرة الأوراق، وكأن دمشق وطهران تريدان إيصال رسالة لواشنطن تقولان فيها: إن حماس «كارت» بالجيب.. فقط تحدثوا إلينا وسنعقلهم!

[email protected]