لا يزال بقراط حكيما لكل العصور!

TT

في كتاب بعنوان: كيف تكون طبيبا ناجحا.. أي كيف تكون طبيبا قادرا على تخفيف آلام مرضاك. وقد ينجح الطبيب لأسباب غير طبية، كأن يكون اجتماعيا أو لطيفا ظريفا مع مرضاه.. ولكن من الضروري أن يكون طبيبا وأن يعرف جيدا أن المرض ليس جسميا فقط. فالمرض الجسمي من الممكن أن يؤدي إلى آلام نفسية، ومن الممكن أن تؤدي الآلام النفسية إلى أوجاع اجتماعية. فالمرض: جسم + نفسي + علاقات اجتماعية..

وقد كان بقراط الحكيم أسبق إلى تحقيق النجاح مع المرضى.

فقد كان من عادته أن يزور مرضاه وسط أولادهم وأقاربهم، ليعرفهم أكثر وأوضح. فكثير من المتاعب سببها الظروف الاجتماعية للأب والابن والزوجة، ولذلك كان بقراط الحكيم يبدأ العلاج بلقاء المرضى في بيوتهم. وهو ما لا يستطيعه أي طبيب آخر اليوم..

ولكن من الضروري أن تدخل في حسابات الطبيب هذه العلاقات العائلية أو المشاكل العائلية..

ولذلك كان الجلوس مع المريض وسؤاله عن حاله قرارا مهما في التشخيص أملا في العلاج..

ولذلك فبقراط الحكيم أقرب إلى العقلية الشرقية من العقلية الأوروبية. فالروابط العائلية عندنا أفضل من العلاقات الأوروبية التي تقوم على الفردية.. ولذلك كانت علاقة الطبيب بأفراد أسرة المريض ضرورة علاجية.. وبقراط الحكيم عنده قاعدة تقول: قل لي من أنت ومن هو أبوك وأخوك وزوجتك، أعرف كيف أعالجك؟!