مبررات استجواب العرب في المطارات الأمريكية!

TT

إذا كنت عربيا ومسافرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو متنقلا في داخلها، هل عليك ألا تغير مقعدك في الطائرة ولو كانت كل المقاعد شاغرة، وأن لا تكرر النظر إلى ساعة يدك، ولا تتحدث مع زميلك باللغة العربية؟!.. تلك هي مجموعة المبررات التي اتخذتها السلطات في أحد المطارات الأمريكية لتبرير حجز واستجواب مصريين لمدة 4 ساعات لأنهما قاما خلال رحلة داخلية من سان دييجو إلى مطار كيندي الدولي بتغيير مقعديهما في الطائرة، ونظرا إلى ساعتيهما باستمرار، وكانا يتحدثان باللغة العربية، بحسب ما نشر في النسخة الإلكترونية لصحيفة «المصري اليوم» بتاريخ 29/11/2008.

بكل تأكيد تلك بقعة عتمة في الصورة الأمريكية، لكن المحكمة الاتحادية في بروكلين لم تلبث أن محت بقعة العتمة لتحافظ على إشراقة الصورة، خاصة أن الرجلين لم يترددا في رفع دعوى قالا فيها إن استجوابهما من قبل الشرطة لم يكن مبررا، فقضت المحكمة الاتحادية في بروكلين في حكم تاريخي لها الاثنين الماضي بعدم قانونية التبرير العرقي في الحجز والاستجواب، وأن هجمات 11 سبتمبر يجب ألا تبرر احتجاز مشتبه فيه على أساس العرق، ففي المحكمة انتصر القانون، وانتصرت أمريكا في تأكيد احترامها لحقوق الأفراد..

صحيح أن الجرح الأمريكي الغائر بسبب أحداث 11 سبتمبر ليس من السهل محوه ونسيانه، ومع هذا لا يمكن أن يتحمل آلاف العرب الذين يقصدون أمريكا للدراسة أو العلاج أو العمل وزر ما فعله قلة من أبناء جلدتهم ليبقى بعضهم بالساعات في المطارات الأمريكية فقط لأنهم عرب!

أمريكا التي عشت فيها سنوات، تعلمت في جامعاتها، وعشت بين أهلها، وتنقلت بين ولاياتها ومدنها لها في دواخلي صور جميلة راقية لا تتوافق مع فتات الحكايات التي نقرأها أو نسمعها في السنوات القليلة الماضية، وفي تقديري أن أمريكا ستظل بلد القانون والحريات واحترام حقوق الأفراد، وعلى الإنسان أن يعي تلك الحقائق، وأن لا يتردد في الدفاع عن حقوقه كما فعل المصريان حينما لاذا بعدالة أمريكا في مواجهة التبرير العرقي الذي تضررا بسببه، فأنصفتهما المحكمة..

تلك أمريكا عليك أن لا تفرط في حقوقك فيها، ولكن قبل ذلك عليك أن تحترم قوانينها وأنظمتها.

[email protected]