هل فقدت حماس صوابها؟

TT

يسألني «غريب هجوم وتهديد حركة حماس الإخوانية للسعودية، وكذلك ما تفعله الحركة مع مصر، فهل فقدت حماس صوابها»؟

أجبت بأن حماس لم تفقد صوابها أبدا، لكن البعض للتو تنبه لوجه الحركة الحقيقي، وخطورتها في شق الصف العربي، واللعب بالقضية الفلسطينية، ومعاناة أهل غزة تحديدا. فنفي الدكتور عاطف عدوان، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حماس، لهجومه على السعودية هو نفي قانوني اكثر من كونه نفيا قطعيا.

ففي جزء من نفيه يتهم عدوان بعض الأطراف بتشويه كلامه بهدف محاولة تسميم العلاقات بين حماس والسعودية، وهذا نفي يشبه نفي الإخوان المسلمين في مصر عندما قال مرشدهم مهدي عاكف «طز في مصر».

وحماس تسير على خطى الحركة الأم، حيث تعودنا منهم نفي كل ما يقولونه بحجة انه «جاء خارج السياق»، وهذه لعبة مكشوفة. كما تعودنا منهم فوضى التسريبات والتصريحات من أكثر من متحدث، ومن وكلاء لهم في الإعلام العربي.

الحقيقة أنه لا أهمية لشخصية من تطاول على السعودية بقدر ما أن المهم هو نقل موقع حركة حماس لكلامه، فكيف يحرّف موقع الحركة كلام مَنْ هو منسوب لها؟ وحتى موقع حركة الجهاد الاسلامي قام بنقل تطاول عدوان على السعودية.

ما لم يتنبه له كثير من المراقبين أن حماس، ومثلها التنظيم الأم ـ الاخوان المسلمين، عندما يهاجمون الرياض عادة فهم يتجنبون الاشتباك في السياسات العامة، لأنهم يستفيدون أحيانا من توجهات السعودية الصادقة تجاه القضايا العربية والاسلامية الأساسية.

لكنهم دائما ما يشنون هجومهم من خلال المحسوبين عليهم من باب «السعودية الوهابية» أو «الفقه البدوي»، كما يسمونه، لأن جماعة الإخوان تعتقد انها الممثل الحقيقي للاسلام، والدليل على ذلك حجم الهجوم الإخواني على السعودية بعد الدعوة للحوار بين أتباع الديانات.

حيث ضاقوا بدعوة للحوار بين اتباع الديانات بينما يطالبون بحوار يخدم الولي الفقيه في طهران، كيف لا وهم الذين انقلبوا على شيخهم القرضاوي لانه انتقد طهران التي تتناغم معهم في الهجوم على الرياض وفق استراتيجية «السعودية الوهابية».

هذه هي الحقائق التي يغفلها كثرٌ من المراقبين حيث ينخدعون بشعارات حماس ليس بسبب مصداقية الحركة او اهتمامها بالشأن الفلسطيني، وإنما بسبب عدالة القضية الفلسطينية اساسا، ورسوخها في الوجدان العربي.

سوابق حماس كثيرة في التنكيل بالفلسطينيين، واستغلال الدين، وكل شيء لحماية مصالح الحركة ورموزها، وتحديدا منذ وصول خالد مشعل لقيادة الحركة، فهي اليوم تمنع حجاج غزة من أداء مناسك الحج.

كما هاجمت بالأمس المصلين بحجة عدم استغلال المساجد في السياسة، على الرغم من أن جل خطب اسماعيل هنية السياسية تلقى في المساجد! وسبق لحماس ان ناكفت حتى بمواعيد دخول شهر رمضان المبارك، فقط لتخالف سلطة ابو مازن.

مسلسل خطايا حماس بحق الفلسطينيين لا ينتهي، ولذا فإن هجوم الحركة على السعودية، وبلغة فجة، ليس دليلاً على ان الحركة فقدت صوابها، بل هو مؤشر على ان البعض للتو بدأ يتعرف على الوجه الحقيقي للحركة الإخوانية.

[email protected]