جد أوباما السادس عشر!

TT

بعد فرح الكينيين بباراك أوباما جاء دور السودانيين في الفرح، وقد أقر الرئيس بخط يده بأن أجداده نزحوا إلى كينيا من جنوب السودان، ولأن أخواننا السودانيين يعيشون على الضفة الأخرى من البحر، وبيننا وبينهم رحلات بحرية مكوكية، وهجرات متبادلة، وعيش وملح من قديم الأزمان فإن من المحتمل أيضا أن يكون جد باراك أوباما السادس أو الخامس عشر قد جاء إلى السودان من مدينة جدة أو ينبع أو القنفذة، ولم يتنبه أوباما إلى ذلك التاريخ البعيد، ومهما يكن الأمر فإن من حقنا أن نقتسم الفرحة بباراك أوباما مع أحبابنا السودانيين كما اقتسمنا البحر منذ مئات السنين..

ومن هذا المنطلق تابعت أخبار الاحتفال الذي أقامه البعض في العاصمة السودانية الخرطوم السبت الماضي عقب اكتشاف أن جذور الرجل السودانية تسبق جذوره الكينية، وأن والد باراك «حسين أوباما» من قبيلة «ليو» التي تعود أصولها إلى منطقة النيل في جنوب السودان قبل أن تهاجر إلى كينيا، ومن حق السودانيين أن يفرحوا وأن نفرح معهم فعبقرية المكان التي حمل باراك أوباما آثارها البعيدة ربما لعبت دورا في تشكيل عبقريته، ودائرة عبقرية المكان يمكن أن تتسع لتشمل كل المطلين على البحر الذي احمر خجلا بفعل القراصنة الصوماليين.. حتى ان الإندونيسيين دخلوا على خط تقاسم أوباما، واعتبروه ولدهم الذي ترعرع بينهم، ولحم أكتافه يعود إلى خيرات بلادهم، خاصة حساء كرات اللحم، والأرز المقلي، وثمار «الرامبوتان»، وهم يستدلون في تأكيد حقهم في أوباما بالمثل الشعبي الشهير: «من عاشر القوم أربعين يوما صار منهم»، وأوباما عاش أربع سنوات بطولها وعرضها بين ظهرانيهم في كنف زوج أمه السيد لولو سويتورو، وبالتالي فإن من حق هؤلاء أن يتقاسموا مع الكينيين والسودانيين بعض أوباما، وبعض أسباب عبقريته، خاصة أن الإندونيسيين قد حظوا بوعد من أوباما بزيارة بلادهم، وتأكيده بأن «الحضور إلى إندونيسيا هام للغاية»، ومثل هذا الوعد القاطع لم يحصل عليه الكينيون، ولا السودانيون حتى اللحظة..

باراك أوباما يمثل النجاح، والنجاح ـ كما يقال ـ له ألف أب، فهنيئا لكل من ضرب في حياة أوباما بسهم.

[email protected]