الطلاسم الشعبية

TT

طلاسم ايليا ابو ماضي من القصائد الحديثة التي اثارت الكثير من الاهتمام. حفظناها في المدارس العراقية كجزء من روح الشك العراقي. اهتز لها عبد الوهاب فغناها في افلامه، معبرا فيها عن الحيرة الرومانطيقية للعشاق. والعجيب انها احدثت وقعا خاصا بين علماء النجف الاشرف الذين اعترضوا على لهجتها وابعادها الديكارتية المشككة :

جئت لا اعلم من اين ولكني اتيت

ولقد ابصرت قدامي طريقا فمشيت

كيف جئت؟ كيف ابصرت طريقي؟

لست ادري؟

وراح الشاعر يتأمل ويتساءل ويعود بهذا الايقاع الرهيب: لست ادري!

كيف لا تدري يا اخانا؟ وهذا انجيلك وقرآننا يجيباننا على كل شيء. من اين جئت؟ الم يقل الكتاب من آدم وحواء؟ انبرى شعراء النجف ليردوا على الشاعر بقصائد مختلفة تجيب على اسئلته وتبدد حيرته وتقول «انا ادري». اشتهر منهم في هذا الامتحان العلامة الشيخ محمد جواد الجزائري. بيد ان شاعرا شعبيا من ظرفاء النجف اشتهر بقفشاته ونكاته التي تناظر الى حد كبير قفشات معلمنا الشيخ عبد العزيز البشري في مصر، كما لاحظت، رد على ايليا ابو ماضي بأبيات من الشعر الشعبي اقتطف منها هذه الأبيات وهو يخاطب الشاعر المهجري:

إصنت واسمع كلامي

إن كنت انت ما تدري

انا ادري وغيري يدري

للبحر لما سألته

انا قلت له ارد اقل لك

ما تقول لي منين انت؟

ومنهو قل لي اللي مصورك؟

من وين هذا السمك يلعب؟

يرقص، يغني على ظهرك

اللي صورك صورني كلي

ومن قدرته تاه فكري

انا ادري وغيري يدري

والسما اشقد كبرها، بقدرته

مركّبة بليه عمود

والنجوم اللي بسطها

ابد ما تنقص ، تزود

بعضها محطوط بمكانه

وقسم من عنده يعود

جلّت الباري قدرته

امري بيده وبيده عمري

انا ادري وغيري يدري

www.kishtainiat.blogspot.com