ما هي الخطوة التالية لشبكة أوباما ؟

TT

في الوقت الذي ينشغل فيه الرأسماليون في البلاد بخيارات أوباما لوزرائه المقبلين، ينهمك كبار مساعدي الرئيس في التفكير فيما يمكن أن تكون قضية أكثر أهمية طويلة المدى وهي: ما هو مصير تلك القاعدة الشعبية الكبيرة التي أوجدها أوباما؟

تشبه الحملات الانتخابية خيمة السيرك، إذ سرعان ما تنفض بمجرد أن ينتهي العرض، لكن أوباما أول رئيس يخرج من ثنايا العمل الاجتماعي، وهو ينظر لتلك الطريقة التي انتخب بها على أنها مهمة كحقيقة فوزه، ونتيجة للتركيز الذي أولاه لعملية التنظيم، فربما ينُظر إلى barackobama.com على أنها أنجح مشروع تقني خلال العامين الماضيين. ولقد تحدث أوباما مرارا وتكرارا عن التغيير الذي سيخرج من القاع إلى القمة، وقد يكون التنظيم الذي بناءه على مستوى الدوائر الانتخابية والأحياء عاملاً في هذا التغيير، لكن السؤال المطروح هو كيف؟

تركز المناقشات التي تجرى بين كبار مساعدي أوباما على بدائل عديدة، أولها إمكانية دمج أجهزة أوباما مع الحزب الديمقراطي لتدار من خلال اللجنة الوطنية الديمقراطية، فالكثير من كبار مساعدي أوباما، ومن بينهم مدير الحملة ديفيد بلوف، خبراء في السياسات الديمقراطية التقليدية. ومن الممكن أن يمنح تحويل شبكة أوباما إلى تنظيم حزبي وطني ضخم الحزب الديمقراطي ميزة قوية لم يتمتع بها الحزب منذ عهد ما عرف بـ«الميثاق الجديد» عندما شيد فرانكلين روزفلت تحالفًا بين الجماعات السياسية المحلية وحركة عمالية ناشئة.

لكن تأثّر بلوف نفسه بشدة بالأسلوب الجديد لإدارة الحملة التي أشرف عليها، فالتقارير المصورة التي دأب على إرسالها إلى جنوده حولته إلى ما يشبه البطل بالنسبة للموالين لأوباما.

وقد أشار مسح أجري عن طريق شبكة الانترنت إلى أهمية تنمية هذه الشبكة والحفاظ عليها فعّالة، وقد أرسل بلوف هذا المسح إلى مؤيدي أوباما. وكان السؤال الذي طرحه المسح: «كيف تحبون أن تروا هذا التنظيم خلال الشهور أو الأعوام المقبلة؟».

ولإظهار ما يفكر فيه مناصرو أوباما، طلب المسح منهم ترتيب أربعة أهداف: مساعدة الإدارة الجديدة في «تمرير التشريعات عبر الجهود الشعبية»، والمساعدة في انتخاب المرشحين المحليين وداخل الولايات «الذين لديهم نفس الرؤية بالنسبة لبلدنا»، وتدريب الآخرين على أساليب التنظيم التي برعت فيها الحملة و«الاهتمام بالقضايا المحلية التي تؤثر على مجتمعنا». وكان من الواضح عدم وجود كلمة «ديمقراطي» في القائمة. غير أن هناك بونا شاسعا بين قدرة أوباما أو رغبته في الابتعاد عن حزبه، فهو موال تنظيم شيكاغو الديمقراطي، ويستعمل بلوف الأموال التي جمعتها الحملة في مساعدة اللجنة الوطنية الديمقراطية على تجاوز عجز ميزانيتها.

وأشار أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين إلى أن أجزاء من تنظيم أوباما لا تزال موضع شكوك من جانب اللجنة الوطنية، حيث نظرت إليها على أنها حصن دفاعي عن مؤيدي هيلاري وبيل كلينتون. لكن تلك النظرة غير صائبة لأن أوباما كقائد، بلا منازع للحزب، سيتولى السيطرة على أجهزة الحزب وأنه في حالة سلام مع هيلاري، خاصة في أعقاب توليها حقيبة الخارجية.

وتشير العجلة إلى عقد المناقشات التنظيمية إلى أن كبار مساعدي أوباما يرون أن الحملة الانتخابية أحدثت تغييرًا جوهريًا في السياسة الأميركية. ويعتقد الديمقراطيون (ويخشى الكثير من الجمهوريين) أن أوباما مكّن حزبه ومناصروه من إحداث قفزة كبيرة على صعيدي التكنولوجيا الحديثة والنشاط الشعبي، لذا يعتبر الحفاظ على تلك المكاسب والبناء عليها أولوية لرجل يرى في التنظيم أداة فاعلة وطريقة لتحويل الديمقراطية نفسها.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ

خاص بـ«الشرق الأوسط»