تلفزيون خال من النيكوتين

TT

يقال إن مجموعة (إم بي سي) التي تمتلك عددا من القنوات قررت كسر «أرجيلة» أبو شهاب، وإقفال مقهى «باب الحارة» الذي يقدم الأرجيلة بمنع أي مشاهد للتدخين في مختلف المسلسلات التي تقدم على شاشاتها، وهذا التوجه الذي يستشعر خطورة بعض المواد التي تقدم على الشاشة أمر إيجابي، ويصب في مصلحة دعم القيم التربوية في المجتمعات العربية، لكن المدهش ـ وفق صحيفة «سبق» الإلكترونية ـ أن منتجين مصريين وسوريين رفضوا القرار، واعتبروه تدخلا في اختصاصاتهم، وأن مشاهد التدخين التي تعرض في المسلسلات عادية بالنسبة لمجتمعاتهم! ولست أدري كيف اعتبر منتجون مصريون وسوريون أن مثل هذه المشاهد عادية، فمصر وفق أحد المصادر تشعل 80 مليار سيجارة سنويا، وتنفق في التدخين 5 مليارات جنيه في العام، وتعالج مرضى التدخين بثلاثة مليارات جنيه مصري في السنة، ويبلغ عدد المدخنين في مصر حوالي 13 مليون مدخن، منهم 500 ألف تحت عمر 15 سنة، و73 ألفا تحت عمر 10 سنوات! وفي سورية يصل عدد المدخنين لمن هم بعمر 15 عاما وأكثر إلى نحو خمسة ملايين مدخن، الأمر الذي دفع مفتي سورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون إلى القول: «لقد عمّ بلاء التدخين وانتشر وباء السجائر في صفوف الناس على اختلاف شرائحهم وطبقاتهم حتى صار التدخين مشكلة اجتماعية»، وقد حذر من ظاهرة انتشار «الشيشة الأرجيلة» من قبل النساء والأطفال، وتحدث عن الأضرار الجسيمة التي تحدثها هذه العادات السيئة على صحة البدن وسلامة الجسم، مفتيا بتحريم التدخين.. فهل المسلسلات التي ينتجها هؤلاء بريئة من الإسهام في هذه الكارثة؟! وهل يمكن اعتبار مشاهد التدخين في المسلسلات بعد ذلك مجرد مشاهد عادية؟! إن مقاومة بعض المنتجين لمسلسلات خالية من مشاهد التدخين ليست لها أية مبررات منطقية ومقنعة، وإصرارهم على ذلك يشبه القول «عنزة ولو طارت»، وإلا فما الذي يضيرهم لو اختفت «الأرجيلة»، أو غابت السيجارة، فلم يسبق لي مشاهدة مسلسل لعبت «الأرجيلة» فيه دور البطولة، ولا آخر هجره المشاهدون لغياب السجائر عن أصابع أبطاله.. نعم لمسلسلات نقية خالية من النيكوتين.

[email protected]