هل تعود «الأسرة الملكية الأمريكية» إلى البيت الأبيض؟

TT

تتداول الصحافة الأمريكية هذه الأيام اسم كارولين، ابنة الرئيس جون كنيدي، كخليفة محتملة لهيلاري كلينتون في مجلس الشيوخ، وكارولين الباحثة والمؤلفة والمتخصصة في القانون هي الابنة الوحيدة المتبقية على قيد الحياة من أسرة جون كنيدي المباشرة، وهي لم تنف قط طموحاتها السياسية، إذ ظلت تحمل شعلة الحلم حية في دواخلها، مدركة أي سحر يبعثه اسم جون كنيدي في النفوس، حتى أنها حينما سئلت من قبل إحدى المجلات قبل أعوام، إذا كان في تخطيطها خوض الانتخابات يوما ما، أجابت بلا تردد:

ـ «إنه أمر غير مستبعد».

ومن يدري فقد تقود الظروف كارولين ذات يوم للعب نفس الدور الذي لعبته أنديرا غاندي، الابنة الوحيدة للزعيم جواهر لال نهرو في الهند؟ حينما ورثت زعامة والدها، وحكمت الهند عبر القنوات الديمقراطية، وأورثتها لابنها راجيف عقب رحيلها، خاصة أن بين أسرة كنيدي وأسرة «نهرو ـ غاندي» علاقات تشابه في المجد والفواجع والطموح والمصير، فكل أسرة منهما تشبه طائر الفينيق الأسطوري، الذي ينبعث من تحت الرماد، إذا مات منهم سيد قام سيد.. فحينما مات نهرو انبعثت ابنته أنديرا من نعشه، وحينما اغتيلت هي تناسل من مجدها ابنها «راجيف»، وحينما لقي نفس مصيرها المأساوي راحت زوجته الإيطالية الأصل تعد ابنها منه لحمل راية الأسرة السياسية في المستقبل..

في الطرف الغربي من الكرة الأرضية تقطن أسرة كنيدي، التي كان يحلو للبعض في زمن الرئيس جون كنيدي نعتها بـ«الأسرة الملكية الأمريكية»، وتتشابه هذه الأسرة ـ كما أسلفت ـ مع أسرة غاندي في المجد والفواجع، فجون كنيدي الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة، هو أكثر الرؤساء الأمريكيين شعبية وإلهاما وحضورا، وقد اغتيل في عام 1963 بعد أن أشعل جذوة الطموح بين أفراد أسرته، فحاول أخوه روبرت من بعده الوصول إلى الرئاسة، لكنه اغتيل أثناء حملته الانتخابية في الخامس من يونيو (حزيران) 1968، وتطلع الجميع إلى الأخ الثالث إدوارد كنيدي لتكملة مشوار الأسرة في استعادة البيت الأبيض، لكنه ـ لأمر ما ـ اكتفى بمقعده في الكونجرس.. وللرئيس جون كنيدي من الخلف اثنان هما: كارولين وجون، وقد ذهب جون في حادث مأساوي عام 1999، ولم يتبق من نسل الرئيس من الأحياء سوى كارولين.. فهل سيداعب كرسي الرئاسة أحلامها وتنضم إلى ركب الطامحات لاعتلائه مستقبلا أمثال: هيلاري كلينتون وسارة بالين؟

[email protected]