على الطريقة الفرعونية.. أيضا!

TT

المرحوم كمال الملاخ، عالم الآثار المصري الشهير، الذي اكتشف مراكب الشمس، كان جميل الصوت، كثير الكلام. وكان إذا بدأ يتكلم فلا أحد يعرف متى ينتهي الكلام.. ولا كيف استدرجنا من الكلام عن خ ـ نخ ـ ابنة الحاكم الفرعوني إلى الكلام عن الملوحة الواردة من قنا.. من الصعب أن نعرف كيف وصل في حديثه إلى ذلك.. ولكنه يستطيع أن يفعل ذلك ليلا ونهارا.

وكان يحكي للسيدة أم كلثوم عن عشقه للآثار المصرية، وكيف أنه شديد الشبه بالفراعنة.. وبسرعة سألته أم كلثوم، وأنت تشبه من يا كمال؟

فأجاب بسرعة: أبو الهول.

فقالت أم كلثوم: يا نهار أسود.. أنت تشبه أبو الهول ولم تتوقف عن الكلام منذ ساعتين!

فأبو الهول رمز الصمت والهدوء وذخيرة الألغاز وعلامات الاستفهام في التاريخ الفرعوني!

وفي يوم حاول الملاخ أن يقنع أم كلثوم، بنت الدقهلية ومفخرة العرب بأن ملامحها فرعونية، ولكنها كانت ترفض تماما وتستنكر. وحاول أن يقارن بين ملامحها وبين ملامح الملكة «تيي» أم اخناتون. والحقيقة أنه لا يوجد أي شبه من أي نوع.

فالملكة تيي مستديرة الوجه، والوجنتان ناتئتان كالزنوج.. ولها شفتان مقلوبتان، ولها أنف مرفوع، ولها عينان لوزيتان.. وأم كلثوم فلاحة مصرية جميلة ملامح الوجه، ولا أنفها ولا شفتاها، ولا عيناها، ولا شعرها الطويل، ولا عنقها مثلها.

وربما كانت قصيرة مثل أم كلثوم. ثم إن لأم كلثوم صوتا فريدا، ولا نعرف مطربا أو مطربة في مصر الفرعونية.

وحاول المرحوم كمال الملاخ أن يصف لأم كلثوم طعاما خاصا. وتضايقت أم كلثوم وهي بنت نكتة وقالت له:على الطريقة الفرعونية أيضا يا كمال!.