أحبوا أوطانكم فهي أمهاتنا !

TT

صدق رسول الله في كل ما قال وعندما قال «الجنة تحت أقدام الأمهات»..

فالذي يحب أمه : يحب الخير ويمتن لصاحب الفضل.. ويحب الأخ والأخت لأن الأم تحبهما.

والقرآن الكريم يقول: «وبالوالدين إحسانا».. وكل الكتب السماوية والكتب الأخلاقية ترى أن أساس الفضيلة هو أن يحب الإنسان أمه.. وترى أن أقصى وأقسى درجات العذاب والعناء هو أن يكون الإنسان أما.. يحمل ويلد ويُرضع ويتعذب بلا حدود.. ولذلك كان الامتنان للأم لا حدود له.. وكان فضل الأم على كل إنسان عظيما..

وليس اليتيم هو الذي مات أبوه.. ولكن اليتيم هو الذي ماتت أمه.. وإن كان المألوف أن نرى أن اليتم هو فقدان الأب.. فسبب ذلك اقتصادي أولا ونفسي ثانيا.. فالأب هو الذي ينفق على الجميع. ولذلك ففقدانه خسارة فادحة لكل الأسرة.. ولكن الخسارة النفسية الفادحة هي فقدان الأم..

وفي كل اللغات نجد أن الأم ـ أو الماما ـ والطعام، لهما معنى واحد.. فالطعام معناه الحياة .. وكذلك الأم. والطفل عندما يولد فالأم هي الطعام.. ويتعلم الطفل كلمتين في وقت واحد ماما.. ومم.. الأولى معناها الأم والثانية معناها الطعام..

وفي كل اللغات أيضا نجد أن الأم هي الوطن.. فيقال: الوطن الأم.. الأم الكبرى..

ولكن لا شيء أروع وأعظم وأخلد من أن نحني رقابنا على أيدي أمهاتنا ونطبع ألف قبلة بسبب وبغير سبب يكفي أنها أم.. وليس يكفي أن نجعل لها في كل عام عيدا..

بل يجب أن تكون كل أيامنا أعيادا لشكرها والامتنان لفضلها علينا.. وتلك هي قمة حب الإنسان وحب الوطن.

فأحبوا أوطانكم.. فإنها أمهاتنا أيضا !