الأضحى والأضاحي وضحايا الأضاحي

TT

في الوقت الذي يسرني فيه أن اتقدم بالتهاني لكل المسلمين، بمناسبة هذا العيد المجيد وأدعو الله لتقبل حج الحاجين الى بيته الحرام، انتهز الفرصة لأشير الى هذه الظاهرة التي ترتبط بكل الاعياد وهي ظاهرة تبادل الهدايا والعيديات والولائم. بيد أن عيد الأضحى الذي يرتبط بالأضاحي في كل ديار الاسلام، يتميز بصورة خاصة بالولائم اللحمية. وكثيرا ما حركت ظاهرة الإقبال على الأكل أقلام الأدباء والشعراء وخبراء الصحة والعافية. سمعنا الكثير منها، فكم تغصّ بها الصحف والمجلات العالمية في مواسمها المعنية. ولا أريد أن استثني قراء هذه الزاوية من بعض طرائفها. اعجبتني من هذه الحلمنشيات الأكلاتية قصيدة ظريفة عارض فيها الشاعر السعودي عبد الله الثميري، رحمه الله، معلقة عمرو بن كلثوم النونية. فقال بوحيها وعلى نسقها هذه الابيات :

ألا هبي بصحنك فاصبحينا

ولا تبقي عجينا او طحينا

مقلقلة كان القفر فيــها

حبال «القد» من ماضي السنينا

يجن الجائعون إذا رأوها

فلا يدرون ماذا يــأكلونا

ترى الجوعان إن مرت يداه

عليها، خلت ان به جنونا

وقدر قد طبخنـاه بنجد

وأخرى بالمدينة زائرينا

وما جوع الثلاثة ام عمرو

لصاحبك الذي لا تعرفينا

إذا نضجت قدور القوم قمنا

ترانا للثياب مشــمرينا

وقربنا الصواني واجتفينا

وللمرق البوادي والصحونا

لنأكل كل ما فيها جميعا

فقد صاحت مصارين البطونا

لنا البرقوق والرز البخارى

وللطير العظام العارشـينا

خدعنا الطير فيما قد تركنا

فلن تطعم ولو نقرت قرونا

فحتى النمل لا يأتي إليـه

ولا يدري شـمالا أو يمينا

فقد كنا نمص العظم مصّـا

ونرضع مخه رضعا مبينا

كررت على الصحون بغير اسم

وهم في غمرة يتحدثونا

فما التفتوا الى الاطباق حتى

رأوها سلعة للمشــترينا

فصاحوا صيحة المفجوع ماذا

أطار الأكل منا ام دهينا ؟

أما علموا بعنترة الصياني

أما علموا بليث الفاتكينا ؟

أنا الفتاك إن لاقيت رزا

أنا الطحان للعظم السمينا

أنا المجنون في حب التباسي

فلولاهن ما كنا حييـنا

أنا قيس وهن ليلـــى

ولا يخفى لقاء العاشـقينا

www.kishtainiat.blogspot.com