الانتحار الجماعي!

TT

الانتحار الجماعي ليس ظاهرة إنسانية فقط.. ولكنه ظاهرة حيوانية أيضا.. فالحروب ليست إلا انتحارا جماعيا منظما. مئات الألوف على الجانب ومثلها على الجانب الآخر تحاول القضاء على بعضها البعض لأسباب سياسية أو اقتصادية أو دينية.. أيا كانت الأسباب فالموت جماعي وبأحدث الأسلحة وأعنف النظريات!

وإذا جاء قرار السلام، فإنها قرارات قليلة. والإنسانية لم تنعم إلا عشرات السنين بالسلام.. أما ألوف السنين فكانت حروبا لا تنتهي ـ أي انتحارا جماعيا.

وفي السويد والنرويج ترى مئات الفئران تهاجر في وقت محدد من كل سنة لتلقي بنفسها في بحر الشمال.. وفي طريقها إلى البحر فإنها تقضى على النباتات والثمار.. أي أنها تهلك من يقف ويتفرج عليها.. فهي تختار أن تمشي في موكب الموت حتى تموت هي الأخرى في بحر الشمال وكل سنة!

وفي مملكة نيبال مرة كل سنة تجيء العصافير من كل الجهات وتلقي بنفسها في النار.. لتموت.. وأهل نيبال يعرفون هذه العصافير ويستعدون لها بالنار، كأنهم أرادوا أن يسهلوا مهمة هذه العصافير التي تقتل نفسها بالملايين كل سنة.. ولأنها صغيرة الحجم فإن أحدا لن يستفيد من لحمها.. وإنما هي تحترق في ريشها وبسرعة غريبة كل سنة!

وهذه هي عصافير النار..

وهناك عصافير الشوك.. وهي عصافير خرافة الحياة والموت، فالعصفور عندما يدركه الموت.. أو يشعر بنهايته.. فإنه يظل يطير حول شجرة شائكة.. وينقي لنفسه أطول شوكة فيها.. ثم يعري صدره بمنقاره.. ثم يرمي بجسمه كله على أطول شوكة فتنقره الشوكة في قلبه.. وهنا يطلق أجمل صرخاته.. أروع ألحانه وهو ينزف دما!

وتفعل عصافير الشوك ذلك بمئات الألوف كل سنة ـ ولا أحد يعرف تفسيرا لهذه الظاهرة!

ومنذ مدة جنح مائتا حوت إلى شاطئ جزيرة تسمانيا.. لتموت معا.. وثارت جمعيات الرفق بالحيوان.. وجمعيات حماية البيئة على الحكومة الأسترالية لإهمالها في إنقاذ هذه الحيوانات المسكينة.

ولكن ما هو السبب؟

يقول البيطريون في أستراليا إن السبب هو: خلل في الجهاز السمعي عند هذه الحيوانات.

ويقال إن هذه الحيتان قد تكون قد سمعت صوت استغاثة من حيتان اتجهت إلى الشاطئ تطارد بعض الأسماك.. فذهبت لتساعدها بالعشرات واندفعت إلى الشاطئ ولم تفلح في أن تعود إلى البحر.

ولكن لا تفسير لهذا الانتحار الجماعي.