لا بد من أسرة!

TT

المرأة تعبت من العمل، ولكنها لن تعود إلى البيت، حتى لو انكسرت رجلها وجف ريقها وانقطع لسانها.. لن تعود إلى البيت لكي تكون جارية في حريم الرجل.. يتحكم فيها وفي مستقبلها هي وأولادها.. أبداً.. سوف تجري من البيت للأتوبيس ومن الأتوبيس للشارع ومن الشارع إلى المكتب..

وإذا كانت في بيتها لا تطيق أن تسمع كلمة واحدة من زوجها، فإنها في المكتب تسمع ألف كلمة من رئيسها.. ولا تجرؤ على أن تشكو من ذلك،

فهي التي اختارت أن تعمل وهذا هو الثمن!

وكثيرا ما تعود المرأة العاملة إلى البيت وتتجه مباشرة إلى المطبخ تكمل الطعام.. أو إلى غرف أولادها لتلقي بملابسهم في الغسالة.. بينما يكون الزوج الذي يعمل معها في نفس المكان قد خلع ملابسه وتمدد ونام.. في انتظار أن توقظه الزوجة إذا فرغت من إعداد الطعام ـ أي أنها تعمل خارج البيت وفي البيت.. ولا بد أن تنجح في البيت وخارج البيت.. إنها هي التي اختارت أن تعمل.. وما دامت ست بيت فلا بد أن تعمل في البيت أيضا.. وألا تلقى مساعدة من الرجل.. وإذا كان العمل قد أرهقها فلماذا لا تكتفي أن تكون زوجة أو أماً لأولادها..

وهذا هو الشعور العام هنا ـ في الشرق ـ ولكن الأبحاث والقضايا التي تناقشها المجالس القومية والهيئات السكانية في أوربا وأمريكا، وجدت أن المرأة العاملة لا تريد أن تعمل.. وإنما تريد أن تكون ست بيت.. فالعمل خارج البيت حقق لها استقلالا كاذبا.. أعطاها الحرية ولكن أخذ منها الراحة والأنوثة والأمومة.. وسلبها الأسرة الصغيرة..

وقد عرض الأمريكان فيلما بعنوان «ورائي وليس أمامي»، وفيه البطلة كانت تستمع ليلا ونهارا إلى أغنية واحدة.. الأغنية لطفل يقول فيها: ماما.. الكلمة الوحيدة التي نطقتها وحدي.. ولم أجد لها معنى.. ولم أجد أحدا أوجهها إليه.. هل أنا بغير ماما.. ردي يا ماما.. يا ماما.

فمن أجل بناء الطفل شابا صالحا ورجلا مبدعا، لا بد من الأسرة.. ولا أسرة بغير أم.. ولا أم قادرة على ذلك من دون أن تكون متفرغة لذلك!