رفقا بالشباب

TT

رأيت في التلفزيون تحقيقا مع عدد كبير من الشباب.. فتيات وفتيانا. وكان التحقيق عن اهتماماتهم السياسية والأدبية والرياضية.. والصحفية أيضا..

أكثر هؤلاء الشبان قد استغرقتهم الدراسة.. ولا عيب في ذلك. فقد كنا ونحن في مثل سنهم كذلك.. بل أنني لم أر السينما في حياتي إلا بعد أن تخرجت من الجامعة.. لا لأن دور السينما لم تكن في مدينة المنصورة.. ولكن لأني أنا أيضا قد استغرقتني الدراسة.. وكنت أنظر إلى الكتاب كما تنظر السمكة إلى حوض الماء.. إذا خرجت منه ماتت!

ولكن الذي أدهشني في هذا التحقيق أن شبابنا في حاجة إلى توعية.. في حاجة إلى عناية شديدة.. نحن الذين يجب أن نعتني به وأن نوجهه وأن نكون عند احتياجاته. صحيح أنه من الصعب أن يعرف الشباب ماذا يريد.. ولكن نحن الأكبر سنا والأكثر تجربة والأكثر إمكانيات للتعبير والتوجيه.. نعرف ماذا يريد.. وكذلك يجب أن نلتقي به في كل مكان: في الصحيفة والإذاعة والتلفزيون وفي الكتب..

إننا يجب أن نفتح له قلوبنا ليفتح لنا قلبه.. ونحترم تفكيره ليحترم نصائحنا.. ويجب أن نجد العذر لكل شاب إذا لم نجده يتفق معنا في كل آرائنا.. فهو مختلف ومشاكله مختلفة وتجاربه محدودة وطموحه كبير.. ثم أنه من عصر آخر غير عصرنا..

ولذلك يجب ألا نستنكر غروره.. فقد كنا كذلك.. ولا نستنكر قلقه فقد عرفنا القلق.. ولا تدهشنا حساسيته لرأيه وحريته واستقلاله وكبريائه.. فهناك مسافة.. هناك هوة.. فجوة.. يجب ألا تكون «جفوة» بيننا وبينهم..

ومن واجبنا أن نقترب لنرى أوضح.. وحتى لا نصرخ في آذانهم.. فقد كنا نحن مستقبلهم.. وهم اليوم مستقبلنا ومستقبل مصر والدول العربية.