دستور إيه وانتخابات إيه يا صفية؟

TT

نحن اكثر شعوب الأرض اقتناء للساعات واقلها اهتماماً بالوقت. ونحن اكثر شعوب العالم تحدثاً عن سلطة الشعب والشعب في الطرقات يهتف بالروح بالدم، لرجل واحد. ونحن اكثر شعوب الآخرين كلاماً عن العدالة وسجوننا مقابر يحشر فيه الناس دون محاكمة ودون السماح لأمهاتهم بزيارتهم. وقد احتفلنا جميعاً الاسبوع الماضي بالذكرى الستين لإعلان حقوق الانسان، لكن ذلك لا يشمل حقه في العمل وفي الشبع وفي الحياة. هذا مخلوق ولد لكي يهتف او يصفق او يأخذ «بونات» في الفيديو كليب.

الدنيا قائمة غير قاعدة في لبنان بسبب ما يسمى حمى الانتخابات. وجميعنا متحمسون. وفي غمرة الحماس ننسى ان لبنان جزء عضوي من العالم العربي. وانه ايّا كانت نتائج الانتخابات فالنتيجة واحدة. إما ان تحكم المعارضة الحالية كل شيء وإما ان تفعل ما فعلته حماس عندما رمت صناديق الاقتراع من النوافذ وألغت للمرة الاولى انتخابات عامة واقتطعت من فلسطين القطاع الخاص بها وتركت لرئيس السلطة السلام والنشيد الوطني.

وفي لبنان الجميع يعلن تضامنه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. لكنه يستقبل في سورية مثل رئيس النمسا بينما يستقبل المرشح الازلي للرئاسة ميشال عون مثل صلاح الدين على ابواب القدس، فيما يستكمل الرئيس سليمان جولاته الدولية لاسباب لا يعرف احد سواه مدى ضرورتها في المئة يوم الاول من حكمه.

ويوم الأحد الماضي تبين للشعب اللبناني الأبي ان وزير الداخلية غير قادر على تعيين عضو في لجنة الاشراف على الانتخابات، لأن المعارضة تريد مرشحها او تستخدم «الثلث المعطل». بكلام آخر، يجوز في الديمقراطية اللبنانية الأبية، للمعارضة ان تعين ولا يجوز للوزير المختص ان يسمي. ويجب ان يشكر ربه لأن النائب ميشال عون لم يعط رأيه فيه وفي صلاحياته حتى الآن. ومع ذلك نحن ذاهبون الى الانتخابات، مثل كندا والسويد وسويسرا. ودائماً بموجب الدستور الذي حدله نواب الكويت حدلا. وكان مؤسس الكويت الحديثة الشيخ عبد الله السالم قد استعان بالعالم المصري العظيم السنهوري من اجل وضع دستور لدولته المستقلة حديثاً. وقد اعلن الآن ان ليبيا الفاتح سوف تنضم هي أيضاً الى بلاد الدساتير وان الذي يضع الدستور الجديد منذ 3 سنوات لجنة برئاسة السيد سيف الاسلام القذافي. التطور الطبيعي للوصول الى دستور الابن بعد أربعين عاماً من دستور الأب. انا شخصيا ضد عذاب القلب وألم الدساتير ومحنة الانتخابات. أنا اردد دائماً قول الرجل الكبير سعد زغلول: ما فيش فايدة يا صفية.