كلهم يرقصون!

TT

الرقص غريزة.. فلا توجد شعوب لا ترقص.. أي لا تتمايل مرحاً أو نشوة على إيقاع موسيقى.. بل إن الحيوانات أيضاً ترقص: الخيول والدببة.. مع فارق هو أن الدببة عندما يعلمونها الرقص فإنهم يوقفونها على أرض ساخنة فترفع ساقاً وتضع أخرى مع إيقاع موسيقى حتى تعتاد على الإيقاع دون أن تكون هناك نيران تحتها.. والخيول ترقص أيضاً فكأن النوتة الموسيقية موجودة في دم الحيوان والإنسان..

ولا يوجد رجل أو امرأة أو طفل لا يرقص..

وعندنا «هز البطن» أي الرقص الشرقي الذي تصاحبه الإيقاعات الشرقية ولا توجد فتاة عربية لا تقوم بهز بطنها ولا طفلة أيضاً..

ويكفي أن تذهب إلى حفلة زفاف لتجد أن البنات الصغيرات قد تسللن من بين المقاعد ووقفن إلى جوار الراقصة ورحن يقلدنها أو يرتجلن نوعا من الرقص رأينه في التليفزيون أو في الحفلات العائلية.. وفي حفلات الزفاف تقوم سيدات الأسر بالرقص أيضاً ابتهاجاً، أو مشاركة للعروس فرحتها بالزواج!

وقد رأيت كثيراً من حفلات الزفاف، وكانت العروس ترفض أن تجيء راقصة محترفة لأن زميلاتها في الدراسة سوف يقمن بالرقص وأفضل من الراقصة المحترفة وكثيراً ما رأيت عشرات الصديقات يرقصن أحسن وأجمل وأرشق من الراقصة المحترفة.. ثم يجيء دور العروس والعريس أيضاً شباب.. ولا توجد قواعد للرقص أي لا توجد قواعد معروفة أو مكتوبة وإنما الرقص ينتقل من جيل إلى جيل بالنظر.. وبالذاكرة.. فالراقصة تستعرض مرونة جسمها وليونة خصرها ومطاوعة ذراعيها وساقيها وعنقها للإيقاعات الموسيقية وأكثر الراقصات ليست عندهن أذن موسيقية فلا يتابعن الموسيقى..

فالرقص الشرقي فن جميل، ولكن يجب تعليمه وتلقينه ولكي يمكن تعليمه لا بد له من قواعد مضبوطة!