رد حماس أقبح من الذنب

TT

تكرم الدكتور سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة «حماس» الإخوانية بالرد على مقالي «الغرور الديني» وليته لم يفعل، فرده كان أقبح من الذنب. حماس اعتبرت ما كتبته «مغالطات»، وأنه «جزء من حملة ينفذها البعض لصالح فريق سياسي معروف هدفه التغطية على سقوط أبو مازن السياسي، ومهاجمة قوى المقاومة والممانعة لصالح مشروع التسوية»، بحسب متحدث الحركة.

كما طالب الدكتور أبو زهري في نهاية تعليقه من يتهجم على حماس بـ«أن يتذكر أن الخندق المقابل لحماس هو خندق الاحتلال وأعداء الأمة، وعليه أن يعيد تقييم موقفه أين يقف، مع حماس والمقاومة أو مع أعداء الأمة».

ومن رد متحدث حماس يتضح تفكير الحركة الإخوانية التي ترى أن على الجميع الوقوف معها، وعدم انتقادها أو أنهم يكونون داعمين لأعداء الأمة وواقفين في خندق الاحتلال!

هكذا ترى حماس الأمور بكل بساطة وتسطيح، حيث لا تستطيع أن تفهم أن هناك من هو حريص على المشروع الفلسطيني ككل، وليس على التنظيمات والأفراد، وان كان لا بد من القول هنا إن الرئيس محمود عباس، لا يمكن أن يقارن بقيادات حماس؛ فأبو مازن رجل سياسي يستحق كل الدعم.

حماس لا تريد أن ترى حجم ما أوقعته من ضرر بحق القضية الفلسطينية، ولا تريد أن تعترف بمعاناة أهل غزة وحماس أحد أهم أسبابها، بل إن الحركة ما تزال ترى الأمور من منظار «معها أو مع أبو مازن».

ويتحدث الدكتور أبو زهري بفذلكة واضحة قائلا إن من ينتقدون حماس هم المدافعون عن التسوية، متناسيا أن حركته هي التي تسعى وتدافع عن التهدئة، التي تعني ضياع كل الحقوق الفلسطينية، وتأجير القضية للمتاجرين بها لمدة أطول، مع إطالة معاناة أهل غزة.

وهذا ليس كل شيء، فالدكتور أبو زهري يتهمني بالمغالطة عندما قلت إن حماس اختزلت الإسلام فيها حين طالبت الرئيس عباس بالتوبة والاستغفار لأنه انتقدها، ويفعل نفس الأمر مع كاتب السطور، حيث يقول أبو زهري إن من يتهجم على حماس فهو في خندق المحتل وأعداء الأمة، وهو ذات المنطق الذي تحدثت به الحركة عن عباس؛ فأبو مازن انتقدهم فاعتبر انتقاده مساسا بالدين، وعندما كتبت عنهم أصبحت في خندق المحتل!

عندما قلت إن حماس أصابها الغرور الديني لم أغالط ولم أبالغ، وإلا كيف نفسر تصريحات إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الانقلابية في غزة، بمناسبة مرور 21 عاما على تأسيس الحركة أمام حجاج غزة الذين منعتهم حماس من الحج.

يقول هنية لحجاج غزة «لم يكتب لكم أن تشهدوا يوم الحج الأكبر، فكان أن كتب الله لكم أن تشهدوا يوم حماس الأكبر على أرض فلسطين، ولكم ما لكم من الأجر» هل يعقل هذا الكلام؟

فهل تساوى يوم حماس الدعائي في قمة الانقسام الفلسطيني، ووسط معاناة أهل غزة، بركن من أركان الإسلام، حتى يصبح يومهم المزيف كيوم الحج الأكبر؟ ألم نقل إن كل تصريح لحماس يعد سقطة، وكل سقطة لحماس تعني أن ليل الانقسام الفلسطيني طويل!

[email protected]