رايس الأخرى

TT

تابعت انتخابات باراك أوباما على وجوه أصدقائي السودانيين. وكنت على ثقة بأن الأضرعة سوف تسهم في إلحاق الهزيمة بالسناتور ماكين وقفته التي من ألاسكا. ولم يخفِ عني الأصدقاء من الخرطوم والخرطوم بحري وبور سودان أن للعرب مصلحتين في فوز الزول أوباما ده. الأولى جذوره السمراء، والثانية دماؤه الإسلامية. ولذلك راهنوا على أن صحوة الضمير في أميركا سوف تتكفل الباقي من أجل الفوز. أما الخدمات الأساسية فقد أداها بكل ضمير حي ورأس مرفوع حاكم ولاية تكساس السابق، جورج بوش.

وطالما اتكل السيد جورج في كل انتصاراته وإنجازاته وحروبه على «غريزته». أو «سليقته»، إذا شئت تعبيرا غير بوشي. أو في لغة المعاصرة والحداثة «بوشواني». ويقول بوب وودوارد إنه عندما اجتمع مراراً مع بوش من أجل كتابه «بوش يردد» «لا أؤمن كثيرا بالنصوص بل بالشجاعة»، ولذلك كتب وودوارد «ان غريزته هي ديانته الثانية». أما الجنرال جورج كايسي فيقول «إن المشكلة الكبرى في الحرب كانت الرئيس نفسه، فقد كان يعكس موقف الجناح الراديكالي في الحزب الجمهوري الذي لم يتوقف عن القول: اقتلوا أبناء .... اقتلوهم وسوف تربحون. أما بوش نفسه فكان يسأل دائماً عن عدد الذين قتلناهم واعتقلناهم من الأعداء».

لذلك، وبسبب من أضرعة أصدقائي السودانيين، فاز الزول أوباما فوزه الكاسح. لكن فريقاً آخر من الأصدقاء (خصوصاً بور سودان وخرطوم بحري) كانت له شكوك ومخاوف شرعية. على الأقل من حيث المبدأ. وقد أسر لي عبد المتعال مرة أن الواد أوباما ده أمه بيضاء على شقراء فكيف يمكن أن نضمن إخلاصه. وفعلا فكرت في الأمر. وبدت شكوك عبد المتعال تتأكد عندما أعلن أوباما تعيين سوزان رايس سفيرة لدى الأمم المتحدة. ومعروف عن الهانم أن أعنف مواقفها كانت في دارفور، حيث توعد الرئيس المشير البشير دولا كبرى وأفرادا بوضعهم جميعا تحت حذائه دون أن يحدد نوعيته: المدني العادي أم الجزمة العسكرية. في أي حال، قلت لعبد العال مواسيا: لا تكتمل مع أحد. مسكين أوباما.